وأول من اكتشف الولادات المسخ للكائنات هم المزارعين، ففي حالات الولادات الحيوانية يكون المزارع الذي يرعى القطيع أقرب الناس إلى اكتشاف الولادات المسخ في القطيع.

 

أما بالنسبة للولادات البشرية المسخ فإن أي شخص يكون مؤهلاً لاكتشاف تلك الولادات المسخ، كأن تكون الأم أو الأب أو أحد الأقارب أو القابلة التي أشرفت على الولادة.

 

ولا يمكننا تحديد نسبة الولادات المسخ التي أبلغ بها العراف، وقد عُثر في الأدبيات سجل لثمان ولادات مسخ وهناك إمكانية بأن يمثل هذا الرقم نسبة واطئة للولادات المسخ التي حدثت في تلك الفترة ومع أنه ليس هناك إحصائيات دقيقة للولادات المسخ في فصيلة الحيوان، إلا أن هناك إمكانية تدعونا للافتراض بأن الولادات المسخ بين الحيوانات ليس بأقل من الولادات المسخ بين البشر.

 

وفيما يخص الولادات البشرية في القرن العشرين في الولايات المتحدة علمنا بأن من بين كل مئتان ولادة يولد طفل واحد بتشويهات خلقية رهيبة تؤدي به إلى الوفاة، كما أنه من بين كل مئة ولادة يولد طفل واحد أما أن يكون منغولياً أو يعاني من أمراض القلب أو تشوه الشفاه ويكتب له الحياة، كما أن هناك ولادات بتشويهات خلقية لايمكن اكتشافها بشكل مبكر مثل التخلف العقلي.

 

وبصورة عامة فإن ثلاث ولادات من بين كل ولادة تولد بتشويهات خلقية، وإذا أضيفت التشويهات الصغيرة مثل ظهور علامة على جسد الوليد أو ما يطلق عليه (الوحام) أو تشوه في إحدى القدمين أو زيادة في عدد أصابع اليد أو القدم فإن النسبة تزداد لتشكل عشرة بالمئة.

 

إضافة إلى حالات الإجهاض التي تمثل بحد ذاتها نقص في الوليد وإذا كتب له العيش فأنه بدون شك سيولد مشوهاً ولايمكن تحديد نسبة الإجهاضات بين النساء الحوامل، وتحدث هذه الإجهاضات في بعض الأحيان لعدم إدراك المرأة بأنها حامل وبصورة عامة تسجل الإحصائيات نسبة الإجهاضات بين عشرة بالمئة إلى ثلاثة وثلاثون بالمئة.

 

وعندما نأخذ بنظر الاعتبار العوامل التي لم تكن متوفرة قديماً في الشرق الأدنى مثل الرعاية الطبية الحديثة ومعرفة تأثير فصيلة الدم Rh والحصبة الألمانية، نرى بأن التشويهات الولادية كانت مألوفة في منطقة الشرق الأوسط قديماً.

 

ويمكننا الجزم هنا بأن الكاهن العراف كان يُبلغ بمعظم الولادات المسخ الذي يرجع بدوره إلى سلسلة (سوما آزبو) لدراسة الدلالات التي ترمز إليها النبوءة بعدها يبادر إلى كتابة الأدعية والأدعية في بلاد ما بين النهرين كانت بسيطة بمظهرها العام، ويتم اختيار الأدعية التي لها صلة بالولادة بعدها تسطر على لوح بمثابة دعاء، ويتم في بعض الأحيان توقيع الدعاء أو إضافة معلومات عليه، وعند نقل الأدعية من أكثر من لوح من السلسلة يرسم خط أفقي لفصل النبوءات والأدعية المنقولة من مصادر مختلفة..... وفي حالات معينة يضيف الكاهن العراف ملاحظاته في نهاية التقرير وتعتبر تلك الملاحظة أشبه بتبليغ للشخص ذي العلاقة بضرورة الكتابة مرة ثانية إلى العراف للاستفسار عن الموضوع في حالة تعذرهُ فهم التقرير ومن التقارير المعقدة التي أثارت اهتمامنا هو ولادة خنزير بثمان أرجل وذيلان وينبئنا العراف في ملاحظته التي دونها في نهاية التقرير بأنه تم الاحتفاظ بذلك الحيوان المسخ في المنزل بعد إضافة الملح عليه.

 

وليس هناك أي دلالة تشير إلى الاحتفاظ بالولادات المسخ في أماكن أخرى بجانب بلاد ما بين النهرين والمعروف أن الاحتفاظ بالولادة المسخ كانت تعتبر جزءً متمماً من طقوس طرد الشرور من الجسد ومع أن التقارير تبدو وكأنها توضح نفسها بنفسها، فإن لدينا دلالات تشير إلى أن شيئاً من سوء الفهم قد برز بعض الأحيان في بعض التقارير.

 

ففي رسالة موجهة إلى (أسر حدون) يؤنب الكاهن العراف أحد الخطاطين التابعين لبلاط الملك (أسر حدون) لعدم قدرته فهم التقارير حول ولادة مسخ كان العراف قد تنبأ بها في وقت سابق، فقد ورد في السطر الخامس من رسالة التأنيب التي بعث بها العراف إلى الملك (أسر حدون):"سأحاول في هذا اللوح الذي بعثت به إلى مولاي الملك أن أبين بأن هذا السطر قد تم خطه هناك! وأنني لاأتسائل من هو ذلك الخطاط الذي فشل في إظهار السطر لجعله عاجزاً على فهم الموضوع؟".

 

وعادة تتخذ الخطوات المناسبة لطرد الروح الشريرة إذا كان الفأل نحساً، وهناك طقوس معينة لهذا الغرض يطلق عليها اسم (نامبوربو Namburbu) ويقوم بتلك الطقوس شخصان، الشخص الذي تقمصتهُ الروح الشريرة وطارد الأرواح الشريرة وهذه الطقوس تقع في ثمان فقرات مفصولة كل منها عن الأخرى بخط أفقي.