أنت هنا

قراءة كتاب الطلياني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الطلياني

الطلياني

رواية " الطلياني " ، للمؤلف التونسي شكري المبخوت ، والذي صدر عن دار التنوير للنشر والتوزيع - لبنان

تقييمك:
4
Average: 4 (6 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

3

صبيحة يوم عودته إلى سويسرا حمل صلاح الدّين باقة زهور وذهب ليعود أخاه. رتّبت يسرُ اللّقاء بعد استشارة عبد النّاصر. كان مايزال منهكًا ولم يدخل بعد في عزلته التّامّة. رفض أن يرى من طلب رؤيته ولم يقبل إلّا أخاه الأكبر.

كان من الواضح أن عبد النّاصر لا يريد الحديث في أيِّ شيء. ولولا بقيّة احترام يكنّه لأخيه واعتزازه به لنجاحه العلميّ والمهنيّ الدّوليّ وأياديه البيضاء عليه في أوقات تحصيله الجامعيّ وبعيد تخرّجه سنة 1986 لرفض زيارته.

كان يعتبر نفسه نقيضًا لأخيه ولكن حين يسأله أصدقاؤه أو من يلتقي بهم من أصحاب الأعمال ورجال الإعلام والسّياسيّين عن صلاح الدّين وما قد يكون من قرابة بينهما كان يجيب «هو أخي الأكبر» وكان يسمّيه «الباشا» ويسترسل في ذكر خصاله العلميّة وتواضعه وخبرته ونزاهته وتعويله على نفسه للوصول إلى أعلى المراتب.

والحقّ أنّ العلاقة بينهما ملتبسة. فصلاح الدّين بحكم رتبته الجامعيّة ومكانته الدّوليّة كان يفسّر ما يبلغه عن أخيه الأصغر حين يقارن أحدهم بين مسيرتيهما على أنّه إنسان حرّ له أسلوب تفكير شخصيّ وربّما كان نمط عيشه لا يناسب مجتمعًا محافظًا مثل المجتمع التّونسي لا يعترف بالحرّية الشّخصيّة ولا يحترم اختيارات الفرد. فلو لم يعش في سويسرا لكان ربّما مثل عبد النّاصر.

بيد أنّ هذا الاحترام المتبادل بين الأخوين جاء بأَخَرة. ففي أوائل الثّمانينات، ولمّا يزل عبد الناصر طالبًا وإن طالت به فترة طلب العلم (أو قل طلب السّياسة في الجامعة!)، كانت تدور بينهما نقاشات حادّة في البيت أثناء الزّيارات القليلة التي كان يؤدّيها صلاح الدّين إلى تونس وإلى العائلة.

الصفحات