أنت هنا

قراءة كتاب الطلياني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الطلياني

الطلياني

رواية " الطلياني " ، للمؤلف التونسي شكري المبخوت ، والذي صدر عن دار التنوير للنشر والتوزيع - لبنان

تقييمك:
4
Average: 4 (6 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

قالها الأب ويداه ترتعشان ويهمّ بضرب الفتى الوقح. نهض عبد النّاصر بعد هذه الإهانة على مسمع من الجميع. أمسكه صلاح الدّين من يده وهو يتمنّع ويتفلّت. هدّأ من روعه والتفت إلى أبيه موجّها إليه الخطاب:

- «يا حاجّ، عليك أن تفخر بابنك. إنّ النّاس يحسدونك عليه. وهو أفضل منّي ثقافة وتجربة وعمقًا في التّفكير مقارنة بي حين كنت في سنّه. لا تكن قاسيًا. ليس بين طلبتي ولا زملائي الأساتذة في سويسرا مَنْ يناقش نقاشا رفيعا مثله. تأكّد ممّا أقول».

تسمّر الأب في مكانّه صامتًا مندهشًا. رأى عيون سكينة وبيّة وقد احمرّت جرّاء الدّموع التي كانتا تداريانها.

ظلّت الحاجة زينب، ولم تكن وقتها حاجّة، جامدة في مكانها. والأرجح أنّ مديح صلاح الدين لم يرق لها ولكن ما بيدها الحديديّة من حيلة.

ابتسمت جويدة ابتسامة عريضة مصطنعة على سبيل مجاملة الأخ الأكبر ولا ريب. أمّا يسر فقد ربّتت على كتف عبد النّاصر الذي احتضنه صلاح الدّين بحنوٍّ.

أجال الفتى المشاكس نظره في الجالسين على البسط المفروشة أرضًا. نظر مبتسمًا إلى أبيه ابتسامة تحدٍّ وغادر الفناء في اتّجاه السّقيفة.

حدّثته يسر، بعد أيّام، عمّا دار من نقاش بعد خروجه. لقد غيّر صلاح الدّين نظرة الجميع إليه ولامهم جميعًا على فكرتهم الخاطئة عنه. فارتفعت، إثر تلك الحادثة، أسهمه في سوق العائلة.

الصفحات