أنت هنا

قراءة كتاب الطلياني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الطلياني

الطلياني

رواية " الطلياني " ، للمؤلف التونسي شكري المبخوت ، والذي صدر عن دار التنوير للنشر والتوزيع - لبنان

تقييمك:
4
Average: 4 (6 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

4

كان سي محمود، رحمه الله، يتدخّل بين الفينة والأخرى ليعلّق منتصرًا لابنه الأكبر متّهمًا الأصغر بأنّه يتجاوز الحدود ويدعوه إلى التّأدّب عند الحديث مع «سيّده» صلاح الدّين!.

وكم كان عبد النّاصر يعجب بدفاع أخيه عنه حين يردّ على أبيه «دعه يتكلّم، في حديثه أشياء مهمّة» أو «لم يقلّل أدبه إنّه متحمّس في الدّفاع عن رأيه» أو «رجاء أبي لكلّ رأيه». وكان الأب يصمت منكسرًا. فيرى عبد النّاصر في أخيه وغريمه السياسيّ محاربًا فكريًّا شهمًا يحترم عدوّه. فيزيد انبهاره بشخصه دون أن يصبح لديه مثلا أعلى.

وقد نُقشت في ذهنه حادثة مازال صداها يرنّ في أذنه إلى الآن. كانت العائلة مجتمعة في فناء الدّار ونسائم الصّيف تحمل معها عبق «عنبر اللّيل». وفي غفلة من الجميع بدأ النّقاش يحتدّ بين عبد النّاصر وصلاح الدّين حول الوضع السّياسي أو الاقتصادي أو شيء من هذا القبيل. تعالى صوت عبد النّاصر رغم محافظة صلاح الدّين على هدوئه. خرج الأب إلى وسط الدّار بعد أن صلّى العشاء، كان الجميع ينصت إلى الأخوين ولا أحد على الأرجح فهم شيئا عدا توتّر عبد النّاصر. صرخ سي محمود في وجه ابنه الأصغر:

- «متى ستكفّ عن وقاحتك وأنت تتحدّث إلى سيّدك خوك؟!».

أجاب عبد النّاصر منفعلا:

- «ليس لي سيّد ولست عبدًا لأحد. لقد تركت أخلاق العبيد لكم».

- «اِخرس يا كلب!».

الصفحات