You are here

قراءة كتاب فن الإصغاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فن الإصغاء

فن الإصغاء

الكتاب الحالي "فن الإصغاء" الذي ترجمه إلى اللغة العربية الكاتب والمترجم محمود منقذ الهاشمي، لا يتحدث عن التقنية التحليلية النفسية؛ وفعلاً، ففي رأي فروم، وضد زعم الكتب المدرسية عن التقنية التحليلية

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

ويقول فروم في توضيحه لموقفه السيكولوجي: «الإنسان نظام ـ كالنظام البيئي أو السياسي، أو نظام الجسم أو الخلية؛ أو نظام المجتمع أو المنظمة. ولدى تحليل نظام «الإنسان» نفهم أننا نعالج نظام قوي وليس بنية ميكانيكية لجُزيئات سلوكية. ولنظام الإنسان، كأي نظام، تماسك شديد في داخله. ويُبدي مقاومة كبيرة للتغيّر؛ وفضلاً عن ذلك، فإن تغيُّر مفردة فيه يُزعَم أنها «سبب» مفردة أخرى غير مرغوب فيها لن يُحدِث أي تغيير في النظام في كليته».
وبناءً على هذا الفهم فقد كان فروم يعي أن الإنسان نظام في شبكة من الأنظمة، فلذلك كان يؤكد تحليل البنية الخاصة لأي مجتمع مذكور، وهذا ما لم يفعله فرويد ويونغ. ويقول في «فن الإصغاء»: «والرأي عندي أن التحليل الاجتماعي والتحليل الشخصي لا يمكن أن ينفصلا. إنهما جزء من الرؤية النقدية لواقع الحياة الإنسانية.» وفي دراسة البنية الاجتماعية يؤكد فروم أهمية العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسيكولوجية والنماذج الثقافية، وينبّه على الدور التوجيهي لما يسميه «الطبع الاجتماعي» في تكوين الطبع الفردي. ويرى أن على المحلل النفسي ألا يكتفي بدراسة علم النفس لفهم الإنسان، ويقول في هذا الكتاب: «إن منهج التدريب على التحليل النفسي يجب أن يتضمن دراسة التاريخ، وتاريخ الدين، والأسطوريات، والرمزية، والفلسفة، أي كل المنتجات الأساسية للذهن الإنساني». وهو يوصي المحللين النفسيين بدراسة بعض النصوص الأدبية، كأعمال بلزاك ودوستويفسكي وكافكا، حيث سيجدون فيها من التبصّر العميق للإنسان ما لا يجدونه في الكتابات التحليلية النفسية. ويقول، «وما يمكن أن يفعله التحليل النفسي، يجب أن يفعله فيما يتعلق بالأفراد».
وهذا الفهم للإنسان على أساس الأنظمة يفضي بفروم إلى افتراقه عن التحليل النفسي الكلاسيكي الذي كان يقتصر على المعالجة الجزئية، كما هي الحال بالنسبة إلى القلق، الذي هو داء العصر. ويقول في «فن الإصغاء»: «والرأي عندي أن التحليل النفسي بالمعنى الكلاسيكي ليس كافياً لهذا النمط من الداء. والمطلوب هو نمط مختلف لأن هذا الداء يعادل مسألة التغيّر الجذري في الشخصية الكلية. ولا يمكن لمن يعاني من هذا الداء أن يحلَّل بنجاح من دون تغيّر جذري ومن دون تحوّل طبعه. والتغييرات الطفيفة والتحسينات الزهيدة لا تفعل أي خير. ويمكن لنظرية الأنظمة الحديثة أن توضح ذلك. وأنا أشير إلى أن مفهوم الشخصية ـ أو المنظومة ـ نظام. أي أنها ليست المجموع الكلي للأجزاء، ولكنها بنية.»

Pages