You are here

قراءة كتاب التنمية المستدامة والأمن الاقتصادي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التنمية المستدامة والأمن الاقتصادي

التنمية المستدامة والأمن الاقتصادي

ان التنمية المستدامة تعني تزويد الفرد بالخبرات والمعارف والاتجاهات الضرورية وكذلك تعويده على عادات مفيدة، فالمعارف والخبرات وحدها لاتكفي فلا بد ان يتعود الفرد على عادات لها علاقة بالمحافظة على الموارد وخصوصآ غير المتجددة وحسن توظيف الدخل والتفكير في الاخرين

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 3

مشكلة الفصل الاول

بتتبعنا الانظمة الاقتصادية السائدة في الساحة العربية في عمومها، نجد اقطارآ منها لاتزال تعاني من بقايا الاوضاع والعلاقات المتخلفة عن النظام الاقطاعي الذي كان متبعآ في الماضي.ونجد بعض الاقطار الاخرى الاكثر تطورآ، ما تزال تتبع في انظمتها الاقتصادية سياسة الاقتصاد الحر على مستويات متدرجة من الاخذ بها على صورتها المتطرفة او على صورة ملطخة بعض الشيئ.ونجد في بعض الاقطارملامح رأسمالية الدولة تحت شعار الاشتراكية وفي الوطن العربي تفاوت في ملكية الناتج المحلي الاجمالي العربي وفي الدخل القومي العربي ولا سيما بين الاقطار النفطية الريعية التي تستحوذ على 68% من الناتج المحلي الاجمالي العربي المقدر بنحو 589 مليار دولار عام 1998 مقابل 32% للاقطار غير النفطية.
كما ان أقطارآ أخرى بدأت منذ سنوات تنهج في تنظيم اقتصادها ومن ثم في تكوينها الاجتماعي النهج الذي تـقوم به اسس ومبادئ الاشتراكية، ان حصيلة الاوضاع الاقتصادية كانت، اقلية تملك واغلبية فقيرة وطبقة متوسطة ضعيفة، والملاحظ ايضآ، ان الفروق الاقتصادية بين الطبقة العليا المالكة والطبقة الثالثة التي لاتملك، ازدادت اتساعآ في عدة اقطار مما ادى الى التفاوت في اعداد السكان والكشافات السكانية والمساحات والتباين في ملكية الثروة وعدم التكافؤ في مستويات النمو الاقتصادي في اقطار الوطن العربي. وان الخطورة في ذلك هو تعميق واقع احتواء البلدان العربية في النظام العالمي الجديد وما يترتب عنه مزيد من التـشويه ولافقار للبيئة وللاقتصادات العربية وخلق المزيد من المشاكل الاقتصادية المستعصية.
يشير لاسكي الى مشكلة الفقر في المجتمع من زاوية اخرى فيقول :اذا بدأ الاقتصاد في مجتمع ما يتأزم ويتدهور، فهنا تصبح الحرية في خطر، فالفقر يولد الخوف والخوف يربي الشك.وهنا يبدأ الحاكمون بالخشية من الحرية، ولانهم يشعرون بأن المحكومين لم يعودوا في يسر وانهم لم يعودوا يؤمنون بأساليبهم في الحكم وانهم –أي المحكومين- يتطلعون الى شيئ جديد، ويتوقون الى اوضاع تمكنهم من القضاء على العوز.فاذا لم يعمل الحاكمون على اصلاح النظم الاقتصادية بالطرق السليمة العواقب، اضطروا الى اخفات صوت المحكومين القلقين بالقوة ولجأوا الى العنف ليتمكنوا من المحافظة على سلطانهم وامتيازاتهم.
ان هذا الوضع هيأ التربة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية اللازمة لافراز وضع مترد على مختلف الاصعدة، والخطورة لا تكمن في الواقع العربي المترد فقط، بل في طبيعة الحلول التي تطرح. ان هذا يزيد من قهر الانسان العربي، ويزيد البلدان تهميشآ وابتعادآ عن مسيرة الحضارة الانسانية، لقد شكلت الادبيات الدولية قوالب نظرية ومفاهيم بالغة التجريد تنتـفي عبرها الفوارق والخصوصيات.

Pages