ان التنمية المستدامة تعني تزويد الفرد بالخبرات والمعارف والاتجاهات الضرورية وكذلك تعويده على عادات مفيدة، فالمعارف والخبرات وحدها لاتكفي فلا بد ان يتعود الفرد على عادات لها علاقة بالمحافظة على الموارد وخصوصآ غير المتجددة وحسن توظيف الدخل والتفكير في الاخرين
You are here
قراءة كتاب التنمية المستدامة والأمن الاقتصادي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التنمية المستدامة
تمتلك بعض الدول النامية القدرة تشكيل وتخطيط وتنفيذ وادارة برامج البيئة، ولدمج هذه البرامج في جهودها للتنمية البشرية الشاملة ويشاهد مثل هذا العجز غالبآ كأحد العقبات الرئيسية التي تعيق سياسات وبرامج للتنمية البشرية.ويعني تعزيز القدرة الوطنية للوفاء بهذه الاغراض تدريب الناس، صناع القرار مؤهلون، مديرون وموظفون متخصصون لاغنى عنهم على جميع المستويات، لكن هذا يعني خلق قدرات لها كفاية ذاتية لتشكيل ادارة سياسة وبيئية، ولا يكفي ان تطالب المنظمات والدول الكبيرة الدول الصغيرة منها بالاهتمام بالفقراء، دون تقديم العون اللازم لفعل ذلك.
ولتوليد ودمج تقنيات مناسبة ولتطوير وعي اجتماعي ودعم للقضايا والمشاكل والفرص، يستدعي بناء القدرة على التنمية التزام وطني اساسي ومستمر في كل دولة ودعم دولي.مثل هذا الدعم الدولي من مصادر ثنائية او متعددة الاطراف الى جانب التعاون بين الدول النامية يصبح ضروريآ على مدى فترة طويلة من الزمن، فالاضافة الى ذلك ينبغي ان يمتد الدعم الخارجي الى ابعد بكثير من المساعدة التقنية لتضم تحويل للمصادر الرئيسية في شكل استثمار وتمويل قروض، وينبغي ان تكون الاولوية في البلدان النامية للاستثمار الموارد البشرية حتى لاتصبح اوجه القصور في رأس المال البشري عائقآ للتنمية او عاملا يؤدي الى ابقاء الناس في حالة فقر مطلق.
قد تصبح المساعدة الفنية هي حجر الزاوية للتمهيد لتحويل المصادر وللمساعدة في تشكيل وتطبيق المساعدة المالية الخارجية. من الصعب تـقدير تكلفة سد احتياجات بناء القدرات، لكن الواضح هو ان الانتـقال الى انماط من التنمية قابلة للاستمرار بصورة اكبر يتطلب جهود هائلة من جميع الدول لتـقدير متطلبات مثل هذه الجهود ينبغي القيام بتـقييم اكثر تفصيلآ لهذه الاحتياجات وعلى اساس مثل هذا التـقييم يمكن تصميم برامج بناء للقدرات اكثر تنظيمآ، ويمكن تمويل مثل هذا البرنامج لبناء القدرات عن طريق نافذة لمنشأة البيئة العالمية او أي تمويل عالمي يتم الانفاق عليه من جانب مجلس التنمية الاقتصادية التابع للامم المتحدة، مع العلم ان أي دولة غنية اليوم او مؤسسة مالية لا تغامر باقراض الدول الفقيرة متعضة من تجربة مشكلة المديونية التي تفجرت عام 1982 بامتناع بعض الدول المدينة عن تسديد الديون .
من اجمالي المبلغ المتوفر 10- 15% ينبغي ان تخصص بالكامل لبناء وتعزيز القدرات المحلية، ويمكن ان يضم البرنامج ثلات برامج فرعية:
1. التخطيط الاداري البيئي :لمساعدة الدول النامية على اعداد الاجزاء الخاصة بها في جدول اعمال (21) وهو البرنامج العالمي للتنمية المستدامة، سيكون الهدف الرئيسي لهذا البرنامج الفرعي هو تأسيس القدرة في الدول النامية لتخطيط وادارة البيئة داخل اطارها التخطيطيالشامل.
2. نافذة لبناء القدرات : لتوفير المصادر للدول النامية من اجل برامج بناء قدرات خاصة تعزيزآ لجدول الاعمال (21) ويمكن ان تستهدف هذه البرامج خاصة بناء المؤسسات ووضع السياسات والتشريعات، كما انها قد تساعد الدول النامية على انشاء البنية التحتية الاداريةوالتنظيمية المناسبة لتنفيذ برامج وسياسات تنمية مستدامة.
3. شبكات التنمية المستدامة:لتشجيع التعاون بين الدول النامية عن طريق تبادل المعلومات والسياسة المجربة للتنمية المستدامة، في مسح اجراه برنامج الامم المتحدة الانمائي، اكد اكثر من 100 دولة نجاح مجلس التنمية الاقتصادية في الامم المتحدة يعتمد على قدرة الدول الناميةلتخطيط وادارة بيئتها الخاصة وعلى جدول اعمال للتنمية المستدامة.
كان المراد بالتنمية هو توسيع الخيارات امام الناس في ان تحقق ذلك ليس فقط للجيل الحالي بل ايضآ بالنسبة للاجيال القادمة.ينبغي ان تكون مستدامة ويأتي اعظم خطر يهدد التنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة من التهاوي السريع للفقر واستنزاف البيئة اللذين يهددان الجيل الحاضر والاجيال القادمة. يعيش حوالي 1.4 بليون من سكان العالم البالغ عددهم 53 بليون نسمة في حالة فقر وهناك تقديرات اخرى تشير الى ان ضم الذين يعيشون على هامش الكفاف وليس لديهم سوى الحد الادنى من الضروريات يزيدون عدد الفقراء الى ما يقرب منبليونين.