You are here

قراءة كتاب في ذكرى رفيق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في ذكرى رفيق

في ذكرى رفيق

كتاب "في ذكرى رفيق" حول تجربة الشاعر الليبي "أحمد رفيق المهدي"، ولد من يكنى بـ ( شاعر الوطن ) ، فى وطن لم يكن وطنا فى زمن الوطن فيه هو الكون .. فى يناير 1898م .

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2

مفتتح أحمد الفيتورى

ولد من يكنى بـ ( شاعر الوطن ) ، فى وطن لم يكن وطنا فى زمن الوطن فيه هو الكون .. فى يناير 1898م . حين ولد احمد رفيق المهدوى تقول أوراقه إنه مواطن عثماني ، وإن والده قائم مقامبلدة فساطو فى إيالة طرابلس التى سوف يكون فيها شاعر الهوية ، الهوية/الوطن الذي سوف تخرطه المدافع و يسميه المرسوم الملكي الإيطالي/ صاحب المدافع :ليبيا ! .
أين هو أحمد هذا من يناير 1898م إلي يوليو 1961م "تاريخ وفاته"، أين هو من سجل مولده العثماني إلي جنسيته - القسرية - الإيطالية إلي لسانه العربي إلي شعريته الوطنية التى عرف بها ؟؟!!. هل هو المواطن الكوزموبولتى والشاعر المحلى؟ وهل حقا إنه لا توجد سيرة ذاتية إنسانية مقنعة وسط الصحراء؟ .
وإذا ما كانت السيرة الذاتية إشكال فهل يكون الشعر هو الهوية حيث إن الهوية وهم لابد منه ؟وإن احمد رفيق المهدوى هو شاعر الوطن حيث الوطن يكمن فى الشعرية أي مشروع مخيلة وفى اللسان حيث الشعر لغة ؟ أم أن الشاعر هو الذي لا يكون فى العالم رغم أنه موجود فيه ، هو الذي يكشف لنا أكثر الحقائق قوة دون أن يكون متأكدا منها؟.
إذا ما ذهبنا من هذا إلي غير هذا ، من نظرة الريبة بحسب منهج الدكتور نجيب الحصادى ، من السؤال فى الوجود أو فى معنى الكيان بحسب عبد الله القويرى إلي المنهج الاستقرائي ، بحس الانطباعي خليفة التليسىالذي يعد كتابه شاعر الوطن النقدي أهم كتاب نقدى حول شعرية رفيق فى الثقافة العربية بليبيا حتى الآن ، سنجده يبحث فى الوقائع لهذا الأشكال : من هو احمد رفيق المهدوى ، شاعر الوطن – و كما منحه الناقد كنية ! منحه هوية ، على الأقل ، على غلاف الكتاب – ونحن نقفل القوس لأن سيمياء الكلام أفصح : إنها علامة الاستفهام التى يطرحها الكتاب بين غلافيه حيث نجد أن الناقد خليفة التليسى ضمن حدود منهجه ومدرسته وفترةعمله ؛ المنتصف الأول من هذا القرن الغارب ،وكأنه يكشف عن شعرية لرفيق عارية من معطف عصرها ، وإذا ما كان الشاعر ليس فى الزمان فكيف يكون فىالمكان ؟ وفى هذا أيضا لا يألو الناقد التليسى جهدا بالكشف عن غياب لأنه وبجهد القارئ النصوص يكشف عن عريها أيضا من الشعر فهي فى المحصلة تناصات مع شعر كلاسيكي حديث ومشرقي وفى هذا الشعر تناص مع أضعف الشعر فيه .
فهل هو تناقض الناقد الذي يجمع بين منهج استقرائي وحس إنطباعى أم أن الأعمال النقدي الموضوعي هو الذي أتى بهذه المحصلة ، أم أن إفتراض الغلاف : شاعر الوطن ينقضه المتن ، أم أن أحمد رفيق المهدوى هوية للالتباس وبالتالي الشعرية هنا ضرورةللموضوع ، بشكل أوضح الشعر عند رفيق ؛ رفيق سفر أو سيرة ذاتية مستحيلة ؟ وعلى ذلك فإن خليفة التليسى - كما أنا وربما أنت - يخلق إلهه من عجين ليأكله حين يجوع ، أي يفترض الوطن وبالضرورة الشاعر ، ومدرسته ومدرسة كل الوطنيين والقوميين الرومانسية التى تفترض الشاعر نبيا، هي ذاتها التى تعلى من شأن الذات وهى صاحبة دعاوى الفطرة الأولى التى شعارها - أو الكوجيتو - : جيل بلا ريادة ! (لم تكن هناك تلمذة لهذا الجيل على ذلك الذي تقدمه ) كما يقول خليفة التليسى عن جيل ما ( بعد الحرب ) جيله .
هكذا يبدو احمد رفيق المهدوى عمودا ووجدانا لكيان يبحث عن معنى فى عالم تكشفت فيه نسبية كل شئ ، فصار الوجدان - بهذا - البصلة، وإن هذا الوجدان - الذى يبدى استعدادا لبيع نفسه لأية عاطفة يتأت بلغة بيرنديللو لغة العصر ولغة الحداثة !.
ويبدو أننا لن نبعد كثيرا فى حيرتنا حول : من هو احمد رفيق المهدوى ؟فرفيق يكمن فى البرزخ فى اللحظة ، اللحظة التى هى عند أرسطو الزمن ، ورفيق عند يوسف القويرى هو شاعر اللحظة البسيطة : ينتمي رفيق المهدوى – فى وقت واحد – إلي صفين مختلفين دون أن يفقده هذا الانتماء المزدوج صفته الأساسية كفنان له موقف .
والحق أن هذا الازدواج هو ميزة رفيق وربما كانت هذه المميزة هي التى دفعت به ليحتل مكان الصدارة فى الشعر الليبي كله .

Pages