You are here

قراءة كتاب الحلم والتوق إلى الحرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحلم والتوق إلى الحرية

الحلم والتوق إلى الحرية

كتاب "الحلم والتوق إلى الحرية"، إنها نصوص أدبية / نقدية حالمة توّاقة ، بل هي همسات قارئة تحاول إيقاظ نصوص إبداعية أخرى – راقدة تحت دِثارها اللغوي – من سباتها ، في ضوء قراءة تأويلية متعمقة ، تطمح إلى ترويض دلالات النصوص المقروءة الجامحة ، في براري الحياة الإ

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 1

تقديــم

إن الأدب الحق هو الذي يعمّق فهم الإنسان لواقعهِ وتناقضاته أو يجدّد وعيه وتصوراته للأشياء والظواهر ، ويكشف عن حقيقة العلاقة بين الذات والعالم من جهة وعلاقة الذات بالمجتمع لأن الأدب – في جوهره – رؤية تأملية عميقة تتجاوز سطحية الأشياء وهشاشة الحياة اليومية التي كثيراً ما يشوهها ضباب علاقات وقيم ترسبت عبر عصور سحيقة وتوارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل ، مما يسمح لنا بوصف تلك العلاقات والقيم ، بأنها ذات طبيعة آلية / لا شعورية تعمل على غير ما وعي منا ، ولذا فإنها كثيراً ما تكون عوامل كبح وتأجيل تكبل الوعي الطموح مقيدة إياه إلى صخرة ، التحجر والجمود ، ولعل هذه الجدلية هي التي تكوّن نواة الصراع الثقافي في كل المجتمعات ، بين هيمنة القديم بكل ترسباته المتموضعة في الذاكرة الاجتماعية المهيمنة من جهة ونزعات الانفتاح والتحرر من أوزار القديم وانغلاقه ، انسجاماً مع مجتمع توّاق إلى التقدم والانطلاق نحو تحولات ثقافية وحضارية شاملة.
إن تلك التناقضات إذا ما تفاقمت وتراكمت إلى حدٍ تصبح فيه الذات الواعية عاجزة عن حلها أو التصالح معها ، فإن نزعة الحرية والتطلّع إلى تخطّي رثاثة القيم والتقاليد تصبح يوتوبياً / حلماً ذا طبيعة تحويلية ، لا تني تبحث – من أجل تحققها عن مسارب شتى.
إن الحلم حينها يصبح عالماً متحرراً خالياً من مظاهر القمع والكبت والإقصاء ، وهذا ما تحاول هذه النصوص المحلقة في عوالم (الحلم/ والتوق إلى الحرية) الكشف عن آلياته الاجتماعية والثقافية الجدلية بأستغوار نصوص أدبية / قصصية وشعرية ورؤى إنسانية طامحة إلى التسامي على ما هو يومي وسطحي وضئيل.
إن تلك الالتماعات الفكرية التي أحتوتها السطور السابقة ليست سوى نثارات ضوئية يذرها ذلك البريق الخالب الذي تشع به نصوص (الحلم/ التوق إلى الحرية) التي دبّجها قلم شاعر متميز من شعراء مدينة هون ، المدينة التي مازالت غاضبة / يقظة بتاريخها المثقل بالإبداع والمبدعين ، كنخيلها السامق المثقل بثمار الخير وكرم النفس والكرامة فلا غرابة – إذن – أن يفاجأنا الكاتب عبدالله زاقوب ، وقد عرفناه شاعراً رؤيوياً عميق النظرة واسع الأفق ، متعدد منابع المعرفة – بهذا الحشد من الأفكار والرؤى والمشاعر الصادقة المفعمة بأصالة الحس التاريخي الوطني والإنساني ، لقرائه مواقف واشكاليات معاصرة هي جوهر الوجود الإنساني وبؤرة تناقضاته ، إنها إشكالية الحرية ، ذلك النزوع الأبدي إلى السمو والارتقاء الوجودي.
إنها نصوص أدبية / نقدية حالمة توّاقة ، بل هي همسات قارئة تحاول إيقاظ نصوص إبداعية أخرى – راقدة تحت دِثارها اللغوي – من سباتها ، في ضوء قراءة تأويلية متعمقة ، تطمح إلى ترويض دلالات النصوص المقروءة الجامحة ، في براري الحياة الإنسانية الشاسعة وتخومها القصية ، وهي قراءات تتموضع في أشكال تعبيرية بالغة العمق ، تتنوع بين الأساليب القصصية والشعرية والمقالية والرؤى الفكرية لتعبّّر عن هموم الإنسان العربي في مكابداته وحلمه في تحقيق إنسانيته الحقّة .
ومن هنا فإن نصوص (الحلم / والتوق إلى الحرية) على الرغم مما يبدو عليها من طابع نثري ، إنما هي نثرية تستحمّ في فضاءات رؤيةِ شاعر تمرّس الكتابة وكابد معانات الإبداع واحترقتْ أصابعه في موقد الشعرية الصادقة ، بوصفها معاناةً إنسانية عميقة وليست ترفاً ثقافياً ذلك لأن الإبداع المنتمي إلى الإنسانية هو "تحويل الدم إلى حبر" بتعبير ت.س إليوت.
مسلم حسب حسين
كلية الآداب / هون

Pages