You are here

قراءة كتاب العين الغائبة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العين الغائبة

العين الغائبة

كتاب " العين الغائبة - الجبرتي والحملة الفرنسية عى مصر" ، تأليف عمر جاسم محمد ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9

و هكذا فان الصورة لم تكتمل عند الجبرتي حتى مجيء الفرنسيين، او لنقل حتى بدء حكم محمد علي، اذ بدأ حينها بمزج التصورات و اخراجها بصيغتها النهائية، فإشاراته إلى عدالة الفرنسيين قد غطت المرحلة الاخيرة من حياته، ويثير اشكالية كبيرة وهي (صيغة الحكم العادل)، وهل يجب ان يقترن الدين بذلك ليكون عدلا، فهؤلاء الفرنسيين يحكمون العقل والحرية ولا يتدينون بدين، مقارنة بالحكم العثماني-الاسلامي الذي ارتبط بالظلم و الاضطهاد و ارتبط معهما بالتخلف(38).

و هنا حاول الجبرتي أن يتعرف على النظام الفرنسي من خلال رؤيته - الدينية،الاجتماعية، السياسية - الثاقبة وترقبه للأحداث،فقد وضع نفسه في إطار(الاستغراب)،محاولا ذلك من خلال التسامي على الذات والتغاضي عما يفعله المحتل الفرنسي لاكتشافه،والفرق بين الجبرتي والمستشرقين هو أن الآخر الغربي قد جاء إلى الأنا العربي،وهذه ميزة لم تكن لتتوفر للمستشرقين،وهذه بالنسبة لمؤرخ مثل الجبرتي من الصعوبة بمكان انه استطاع أن يكتنه الفرنسيين خارج الإطار العسكري الذي تمثل به الفرنسيون.وبهذا يكون قد مرّ بصراع عنيف من نوعه قبل ان يخرج الفرنسيين وتندمج افعالهم بمخيلته، وهذا ما اضاف ذلك الى الصراع عنصرا جديدا، جعله في حركة دائمة من التساؤل والبحث عن العقل و الحرية، قوام الحكم العادل لدى الجبرتي، وظل ينشد ذلك حتى اغتاله محمد علي في عام 1821 (39).

وهذا التغير الموضوعي في نظرة و موقف الجبرتي هو نتيجة لازمة نفسية اصابت المؤرخ وهي نتيجة للصدمة في مواجهة الثقافة التي مثلها نابليون في مصر، واظهرت بالتالي الجبرتي كؤرخ ناضج.

أنأ

الفصل الاول

مصادر الجبرتي عن الحملة الفرنسية (1798-1801)

" دراسة نقدية في معرفة المؤرخ "

في هذا الفصل من الدراسة، نبحث في الجذور و الخلفيات الفكرية والاجتماعية للمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي (1754-1825 م ) ؛ لفهم شخصيته من حيث هو مؤرخ و رجل دين و مواطن مصري، و من ثم بيئته التي عاشها، من خلال ثلاث محاور، الاول : والده حسن الجبرتي الذي ترك اكبر الاثر، وأسلوب حياته، وثمة جانب اخر -وهو الأهم الاشارة بالبحث في مؤلفاته وتاريخ الكتابة وبواعثها، لان ادراك تاريخ الكتابة عنده ؛ يوضح شخصيته وآرائه، حين نعرف لمن كتب، وكيف كتب و متى كتب، وبالضرورة سنثبت شهاداته ومصادرها وطرائق تجميعها، وبالتالي فان ذلك سيعطي عن الجبرتي صورة ذات ملامح واضحة وأبعاد دقيقة.

ان الكتابات عن الجبرتي بلغت الكثير على مستوى المؤرخين المصريين و الاوربيين، لكن ما نبحث فيه في هذه الدراسة، هو ليس العودة من حيث بدأوا، بل سنبدأ من حيث انتهوا، وهي اليات البحث عند الجبرتي، ورؤيته للحدث، و قصدية(40) الجبرتي في الكتابة، لان الجبرتي اعتبر نقطة تحول في تاريخ الكتابة في مصر في القرن الثامن عشر.

أنأ

Pages