You are here

قراءة كتاب قضايا قيد التكوين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قضايا قيد التكوين

قضايا قيد التكوين

كتاب " قضايا قيد التكوين " ، تأليف د. حسن خليل ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

2- التحديد والتحديات بحكم الواقع

لا يوجد في القاموس السياسي إذن تعريف للتعددية نستطيع البناء عليه أو المقارنة به لكي نحلل أو نطابق أو نفهم أو حتى نناقش هذا المفهوم-المؤشكل، ليس في التعريف وإنما وبكل تأكيد في سوء الاستخدام وحسن الاستغلال. من هنا تقتضي مناقشة هذا الموضوع توخي بعض الأمور ومقاربتها ارتباطا بالتحولات الجارية حول العالم خاصة بما هو متعلق بالنقاش السياسي-الفكري الدائر حالياً تحت هذا المسمى (13). إن مقاربة هذا الموضوع لا بد لها من أن تأخذ حيزاً كبيراً من مساحات النقاشات الفكرية المنتشرة والمتواصلة حول العالم، في المنتديات الفكرية والسياسية والاجتماعية، لتكاد تُصبح هذه المقاربة أو هذا الموضوع اساسا لأكثرية القضايا أو المشاكل أو حتى التوترات الحاصلة وعلى أكثر من صعيد. إن القضايا المرتبطة بهذا "المفهوم-المؤشكل" (أي التعددية) تُشكل في ذاتها التحدي الأساسي أمام الفكر الإنساني المعاصر واستكمالاً السلوك السياسي المرافق واللاحق. لا يجوز التعاطي معه بخفة أو افتعال أو حتى مغالاة، كثيراً ما تأخذ شكل الاستخدام المشتبه والمشّوه. ضرورة التعاطي معه موضوعياً حقيقة وضرورة تفرضهما وقائع الحياة المعيشة وطبيعة القضايا المطروحة. من هنا ما سنحاول اثارته ومناقشته هو بعضٌ من تلك المنطلقات التي وجدناها "مُؤسسة" لنقاش موضوعي بعيداً عن الغرائز والعصبيات والمصالح الضيقة والمرحلية وسوء الاستخدام والاستغلال.

إذن بالعودة إلى التعريف أو التحديد: لا يمكننا في مثل هذه القضايا الانطلاق من ثابت في هذا المجال، لكن يمكننا بالمقابل طرح بعض الاتجاهات التي يمكنها أن تشكل تحديداً أولياً لمفهوم عام لقضية "التعددية" ببعديها "المفهومي" و"السلوكي" المرتبطين بالممارسة السياسية والاجتماعية:

- بعضهم من يعتبرها (أي التعددية) تنوع فكرياً أو ثقافياً أو دينياً أو اجتماعياً أو جميعها في الوقت نفسه.

- بعضهم يعتبرها عملية تواصلية وتشاركية بين مكونات مختلفة في اطار جامع من حيث المكان والزمان.

- بعضهم يفترض أن طبيعة الحياة الإنسانية وتنوع الأمكنة والجماعات يفرضان هذا النمط من التعاطي مما يجعلها حالة اجتماعية.

- آخرون ينظرون إليها من زاوية المجتمعات التي تتخطى في تركيبتها الاختلاف الموجود بين مكوناتها. وآخرون يجدونها في البناء على الاختلاف بين مكونات متعددة وقبوله في سبيل انشاء حياة اجتماعية في مجتمع ما بكل مندرجاته القائمة على انماط متعددة من أشكال الحياة المتنوعة واستهدافاتها.

الإكثار من التعريفات في النهاية ما هو إلّا تعبير عن وجهات نظر بعضها متناقض والآخر مترابط ولكن الجامع بينهما هو تنوعها وتعددها وميادين "تمظهرها" وما نقصد هنا هو المجتمع. ما يهمنا هو التأكيد على التنوع وعلى المكان لأن ذلك يسهل إلى حد ما طبيعة النقاش وطريقته. الثابت في النقاش أنه لا يمكننا أو لا يجب، وتحت أي ظرف أو مُسمى، مقاربة تلك القضية من زاوية منطق "النفي" أو "الرفض" أو "الإنكار" لأن في ذلك ابتعادا عن الفكرة الأصلية لموضوعنا، كما أنه يفقدها الموضوعية والسهولة والوضوح.

Pages