You are here

قراءة كتاب عروس عمان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عروس عمان

عروس عمان

كتاب " عروس عمان " ، تأليف فادي زغموت ، والذي صدر عن دار جبل عمان ناشرون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

الفصل الثالث
سلمى : كنتُ أرى شفقةً في نظرات الناس
وقع عليَّ خبر زواج ليلى كالصاعقة.
جاءت إلى البيت منتشية من الفرحة، تقفز بين كل خطوة وأخرى، وتنتقل بين غرفة وأخرى بغير هدًى. قبَّلتني عدة مرات، وضمَّتني إلى صدرها وهي تخبرني بمقدار حبها لي: ’’إنتَ أحلى أخت في العالم‘‘. فاجأتني، فأنا لم أعتد هذا الفيض من المشاعر بيننا مع أن علاقتنا بصفتنا أختين كانت جيدة، نحب بعضنا بعضًا، ولا نتشاجر إلَّا ما ندر.
نظرتُ إلى عينيها بشوقٍ لمعرفة سر فرحتها، فأنا لم أرها يومًا في مثل هذه الحالة:
’’احزري؟‘‘
’’مش عارفة، ولك احكي يالله، شو فيه؟“
”بتتذكري الشاب العراقي الحلو إللي خبرتك عنه؟... طلب إيدي اليوم!“
لم أصدق الخبر. حسبت حساب هذا اليوم، فليلى لم تعد صغيرة، وقد يأتي نصيبها في أية لحظة. لكنه جاء كطعنةٍ في خاصرتي- طعنةٍ كان عليَّ أن أكبت وجعها وأتجرعه بصمت. وجب عليَّ أن أفرح لأهم حدثٍ في حياة أختي، خبر يحمل مفتاح مستقبلها ومستقبلي. خبر تُرجمَ كصورة في ذهني أكون فيها وحيدةً بدل أن يُترجَم كصورة تكون فيها ليلى عروسة.
العُرف والمنطق والأُخوَّة تفرض عليَّ الفرح الآن برغم ما يسيطر على عقلي الباطن من مخاوف وغيرة وأوهام.
’’كذابة؟“!!!
قلتُها بحماس، كأنِّي أقول لها إن الخبر أسعد من أن يصدَّق. ضممتها إلى صدري وأنا أبكي. دموع مزجت خليط المشاعر في داخلي، لكنها اكتست برداء اللحظة، فظهرت في شكل دموعِ فرحٍ لأخت سعيدة بأختها الصغرى.
مرت أيام خطبةِ ليلى قاسية. كنت وبلا وعي أحاول أن أُظهر حماسةً أكبر لكل شيء كي لا أُظهر أية علاماتِ غيرة. أنا أختها الكبرى وأقرب الناس إليها، لذا كان عليَّ أن أشاركها في كل صغيرة وكبيرة. أُبدي رأيي بحذر، وأكون إيجابية وداعمة لها عندما يزعجها شيء، أو تنتابها هواجس عن حياتها المقبلة.
أكثر ما كان يقلقني هو نظرات الناس إليَّ الآن بعد أن تزوَّج كلٌّ من أخي وأختي الصغرى قبلي. تزعجني معاتبة البعض أمي بسبب تزويج الابنة الصغرى قبل الابنة الكبرى. أسرحُ بردِّها عليهم بدبلوماسية ذكية قائلة: ’’هادا النصيب، ما منقدر انوقف نصيب البنت“.
لكنِّي كنت أرى شفقة في نظرات الناس. أشعر بانتقائهم الكلمات المناسبة عند حديثهم معي. ربما كنت حساسة أكثر من اللازم، وربما عكست ما في داخلي على الناس من حولي، فلم أعد أرى سوى من زاوية الفشل.
أحسب حسابًا ليوم الزفاف، لا سيَّما عندما ينظر إليَّ ’’المعازيم‘‘ نظرة شفقة تُترجَم بكلمةٍ واحدة كرهتُها:
’’عقبالك“.
فتمنيت لو أرسمُ جملةً على جبيني تجيب كل شخص يقول لي عقبالك بمسبةٍ تخرسه:
’’يلعن شرفك.“
 

Pages