You are here

قراءة كتاب أحاديث في التربية الموسيقية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحاديث في التربية الموسيقية

أحاديث في التربية الموسيقية

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
التربية الموسيقية في العصور القديمة
 
مصر الفرعونية (حوالي 2850 ق. م.- حوالي 330 ق.م.)
 
كان الفراعنة يعلمون أولادهم التمييز بين الأصوات والإيقاعات بإشارات مرمّزة باليدين والأصابع. ونستدل على ذلك مما خلّفه لنا نحاتو الفراعنة ورساموهم على الجدران والآنية. كما وردت في كتاباتهم الهيروغليفية عناوين أغنيات ونصوصها. وذكروا في كتاباتهم إشارات عن معلمي الموسيقى ومدربي الإنشاد الجماعي، وكان أغلب الظن دينياً لممارسة طقوس شعائرهم. وتدلل المعلومات المتوفرة عن وجود أناس كانوا يكلفون بمراقبة حسن سير عملية التعليم والتعلم على النحو الذي نعرفه اليوم في مدارسنا عن مفتشي التربية والتعليم، هذا ولم تخرج أسرة من الأسر الفرعونية التي تعاقبت على حكم مصر عن هذا. غير أنه من الشطط العلمي أن نقول أنهم كانوا صنّاع مناهج تربوية، ويقتضي الحذر هنا أن نكتفي بما ذكرناه ببساطة مدلوله لتأويل رسوم الآنية والأدوات النفيسة ونقوش الجدران والمعابد، وهي تبقى شواهد مستلهمةً من الحياة اليومية الدينية والمعاشية تدلل على وجود الفعل الموسيقي إجتماعياً ولا تذهب أبعد من ذلك في القول. لكن فكرنا التحليلي هو الذي يجعلنا نتخذ من هذه الإشارات مدلولات لفرضية عمل تذهب ما نريد أن نذهب إليه. فالبسيط المرسوم المنحوت المذكور يخوّلنا أن نتبنى فرضية بسيطة بساطة مصادرها من أن الموسيقى كانت طقساً اجتماعياً حاضراً تتناقل الأجيال فعله ومضمونه شفاهياً. إذ ليس بين أيدينا حتى اليوم ما يدلل على أن الفراعنة قد استنبطوا نظاماً لتدوين الموسيقى، وأن نظامهم الموسيقي كان قائماً على الذاكرة والتقليد والمحاكاة شأن ممارسات البشر الموسيقية كلّها في تلك الأزمان البعيدة. وتختلف المجتمعات عن بعضها البعض في هذا بما كان لديها من حظوظ وبعد شأن في التحضر.

Pages