You are here

قراءة كتاب أحاديث في التربية الموسيقية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحاديث في التربية الموسيقية

أحاديث في التربية الموسيقية

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
الملفت للنظر أن بعض حركات الطريقة المصرية القديمة للتدليل على الأصوات والإيقاعات كالضرب بالكفين على الفخذين، وحركات الأصابع، وتصدير الأصوات المختلفة بها، انتقلت إلينا عبر العصور، وطريقة تعليم الأصوات بالإيماء والحركات تنحدر مباشرة في بعض مبادئها من الطريقة المصرية القديمة المذكورة.
 
الإغريق (1100 ق. م. - 146 م)
 
وعى الإغريق أهمية الموسيقى فتصدرت مناسبات حياتهم الإجتماعية المختلفة وطقوس شعائر ديانتهم. لكنها أخذت منحىً وبعداً جديدين في تعليم الأطفال وتربيتهم. كان لديهم معلمو موسيقى يدربون الأولاد على تقنيات الغناء وطرق العزف على الآلات الموسيقية: اللير والناي والمزمار المزدوج. وكانت طريقة تعليمهم وتعلّمهم تعتمد النظر والمحاكاة والمشافهة: أي الذاكرتين السمعية والبصرية. وكان الغناء الجماعي عندهم مستحباً.
 
تضاءلت أهمية التربية الموسيقية في العصر الهيللينستي في حين زهت الدراسات الأدبية على حساب الثقافة الفنية. وعندما أصبحت الموسيقى أكثر رهافةً وأناقةً وتعقيداً تقلّص عدد ممارسيها من الهواة، في حين ظهرت طبقة من محترفيها من البارعين في العزف على الآلات، وتعقدت نظرياتها وأدواتها لتقترب من الرياضيات وليعلوا شأنها علواً بعيداً من الناحية النظرية العلمية قياساً إلى ممارستها.
 
روما القديمة (753 ق. م.- 509ق م)
 
كان عند الرومان عدد كبير من معلمي الموسيقى يمارسون مهنة التعليم والعزف في المناسبات المختلفة في مجتمع روما المترف الباذخ. وكانت عملية التعلّم الموسيقي تتم آنذاك مشافهةً بالمحاكاة والتقليد والإتباع كما كان حالها في مصر القديمة الفرعونية وفي بلاد الإغريق. وكانت صناعة الآلات الموسيقية المعروفة وقتئذٍ في تطور مستمر، الأمر الذي سمح بتطور تعلّم العزف عليها وتطور أساليب العازفين الذين تطلبت مهاراتهم العزفية أن يكون بين أيديهم آلات تتجاوب ومهارات أصابعهم ومخيلاتهم اللحنية التي كانت تتطور باستمرار. وكان من الضروري أن يماشي تطور المهارات تطور في صناعة الآلة التي يعزفون عليها تواكب وتترجم مهارة اليد العازفة وإبداع الخيال المجنّح. كما كان هناك إلى جانب الموسيقيين جوقات غنائية للأطفال تغني في المناسبات الدينية والدنيوية.
 
فرق واحد كبير عظيم الأثر كان بين مكانة الموسيقى والموسيقيين عند الإغريق وعند الرومان. هو أن الموسيقى كانت عند اليونان في عصر أفلاطون (427-347 ق. م.) من متع النخبة وفضائلها، في حين وجد الرومان المحاربون فيها مهنة لا تليق بأهل العزم فاقتصرت ممارستها على عبيدهم فانحسر شانها في المجتمع الروماني في نهاية عصر إمبراطوريتهم.

Pages