You are here

قراءة كتاب أحاديث في التربية الموسيقية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحاديث في التربية الموسيقية

أحاديث في التربية الموسيقية

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
خلال القرن التاسع عشر ظهرت مدرستان موسيقيتان دينيتان في باريس:
 
مدرسة نييد يرماير ومدرسة سكولا كانتوروم وكان الدافع لتأسيسهما إعادة الصلة مع الموسيقى الغنائية الدينية التي تراجعت كثيراً بسبب انتشار المسرح الغنائي وسطوته في الحياة الفنية. أسس المدرسة الأولى لويس نييديرماير Niedermaeyerr. L وهو مؤلف موسيقي سويسري ولد عام 1802 وحصل على الجنسية الفرنسية عام 1848. أسس مدرسته في باريس وراح يعلم فيها الغناء والكونتربوان والفوغ وأهم الأعمال الغنائية الدينية التي ظهرت في القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر، أسس من خلالها تدريساً غنائياً دينياً متيناً أفاد منه المشتغلون بهذا الفن. وقد افتتحت هذه المدرسة أبوابها في الأول من كانون الأول/ ديسمبر عام 1853، وسرعان ما حظيت بشهرة واسعة وبسمعة علمية طيبة. لكن فصل الكنيسة عن السياسة، وبالتالي فصل الدين عن الدولة، أضعف نشاط المدرسة فأقفلت أبوابها.
 
في عام 1892 جمع المؤلف الموسيقي شارل بورد Bordes (1863- 1909) حوله لفيفاً من المغنين لإعدادهم للغناء الكنسي الرفيع. وقد ساعده في مهمته هذه صديقيه فانسان دانديVincenr d'Indy (1851-1931) والكسندر غيلمو. وكان برنامج بورد يقوم على العودة في الغناء إلى التراث الغريغوري، كما شجع على تأليف إبداعات جديدة تصب في هذا الاتجاه معتمدة على النصوص القديمة. كما ساهم في إغناء الأعمال الموسيقية المؤلّفة خصيصاً لآلة البايب أورغن. وقد أصاب بورد في نهجه هذا نجاحاً، وفي عام 1894 أطلق على معهده إسم سكولا كانتورومSchola Cantorum مدرسة الغناء (باللاتينية) وجمع حوله كل من يهتم بإعادة إحياء الغناء الديني الكنسي بهدف نشره والتعمق في دراسته والتعريف به. وقد نجحت مساعي هذه المدرسة وتوافد المغنون عليها للتأهل فيها والتعلم على أساتذتها. وكانت المدرسة تدرس تدريساً موسيقياً غنائياً رفيع المستوى شاملاً، ساعدها على تحقيق مهمتها فريق من الأساتذة العظام.
 
القرن العشرون
 
بدأ في مطلع القرن العشرين توجه جديد في ميدان التربية الموسيقية، فقد ظهرت تيارات تربوية عديدة تقاطعت فيما بينها وتكاملت. كما شهد مطلع القرن إحداث مدارس خاصة ومعاهد ودروس خاصة ومناهج تعليم شخصية سعت جميعها إلى تعليم الموسيقى وتعلّمها ونشرها، وتفاوتت مستوياتها تفاوت حظوظ مؤلفيها من المعرفة والموهبة. كما شهد مطلع القرن ولادة التربية النفسية العلمية وتطبيقاتها على تعليم الموسيقى وتعلّمها. ضمن حمأة هذا التطور السريع يمكننا التمييز بين تأهيل الموسيقيين المحترفين، والموسيقى، في البرامج التعليمية المدرسية العامة التي بدأت تحتل موقعاً لها ضمن برامج التعليم في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والشرق الأقصى والهند. وبدأت البرامج التعليمية تنظر إلى الموسيقى على أنها مادة تدريسية مستقلة.
 
اعتمدت هذه المادة المستقلة على تصور تربوي جديد يجعل من الموسيقى في المدرسة أداةً لتوعية الطفل وتثقيفه فنياً ليعبر بحرية وفرح ومرح عن أحاسيسه عن طريق الموسيقى التي تنمي ملكاته الإبداعية.
 
ولا يقتصر تعليم الطفل الغناء والموسيقى في هذا على تلقينه معارف تقنية، وإنما ينحو منحى رفع ذائقته الفنية والحسية. وأفضل طرق التعليم الموسيقي الغناء بتدريب صوت الطفل وصقله وتدريب السمع لديه وتطويره ليصبح أداةً مكملة في تعلمه الموسيقى وممارستها فضلاً عن تعلمه الحس الإيقاعي والارتجال والغناء الشعبي ونظرية الموسيقى.
 
أشهر علماء التربية الموسيقية في القرن العشرين كارل أورف Carl Orff (1895-1982) في ألمانيا، موريس مارتونو في فرنسا، وزلطان كوادي (1882-1967) في هنغاريا، وإدغار فيللمز Willems (1890-1978) وإميل جاك دالكروز E. J. Dalcroze (1865-1950) في سويسرا.
 
لم يقتصر هذا التصور الجديد في التربية الموسيقية على أوروبا وحدها بل تجاوزها جغرافياً لينتشر في العالم العربي، وكانت مصر سباقة في هذا عندما نظمت مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي عقد في القاهرة عام 1932 جمع أشهر الأساتذة في المعاهد الموسيقية في العالم. وقد أوصى بما يلي:
 
- تعميم تعليم التربية الموسيقية في مصر.

Pages