أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام واللغة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام واللغة

الإعلام واللغة

إذا كانت اللغة وسيلة إنسانية لتوصيل الأفكار، والانفعالات، والرغبات عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة إرادية كما رأى معظم الباحثين التقليديين،  فإن الإعلام يهدف إلى: تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تك

تقييمك:
4.666665
Average: 4.7 (3 votes)
الصفحة رقم: 2
كما استعرضنا في هذا المبحث (النثر الصحفي) على وفق منهج تاريخي ـ أدبي، آخذين بالحسبان التطور الذي عرفته الكتابة العربية ثم ما شابها من تدهور، ولاسيما في زمن السيطرة العثمانية إذ بلغت حد الإسفاف، والترهل مما جعلها ترسف في قيدين ثقيلين، هما: الصناعة اللفظية المتكلفة، والركاكة العامية، اللتان غالباً ما كانتا تجتمعان في أسلوب واحد.
 
أما المبحث الرابع (لغة الصحافة) فقد اتجهنا فيه إلى تقييم: لغة الصحافة العربية، وتقويمها، وذلك بعد أن بالغ بعض الباحثين الصحفيين في بيان فضل الصحافة على اللغة العربية، لأننا نرى: إذا كان جزء من هذا التقييم يصدق على بعض رواد الصحافة العربية الذين وقفوا بين طريقين (العامية والفصيحة) ثم هداهم التفكير إلى أن يختاروا لأنفسهم حلاً وسطاً، هو: الكتابة باللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم على أن يخففوا شيئاً فشيئاً من القيود الكتابية التي كان يرسف في أغلالها الأدب الشائع في القرن التاسع عشر، تسعفهم في ذلك قدرتهم اللغوية وتمثيلها (قواعد، ومفردات، وأساليب) على الرغم من أن ذلك ليس حكماً عاماً على كل ما كتب إبان ظهور الصحافة العربية، ولاسيما إذا أخذنا بنظر الإعتبار ما فعلته (الـتـرجمـة) الـتـي مـا نـزال نقاسـي الأذى مـما خلفته في لغتنا الكريمة.
 
أما المبحث الخامس (الجانب التطبيقي) فقد حرصنا فيه على تبيان ما يقع فيه الصحفيون من أخطاء لغوية، ونحوية، وصرفية، عن طريق رصد بعض الكتابات الصحفية لمدة شهر واحد في صحف عراقية، ثم تصويب هذه الأخطاء، وصولاً إلى نتائج نراها ضرورية لأنها بنيت على أساس النسب المئوية (الجزئية والكلية) لتكرار الخطأ ونوعه، كما أنها تصلح أن تكون أساسا لوضع منهج لغوي ــ نحوي ننطلق منه في تدريس (اللغة العربية) في كليات الإعلام التي لا يمتلك رجل الإعلام وسيلة غيرها لإبلاغ رسالته التي يشترط فيها: الصحة، والوضوح، وحسن الدلالة. ثم أعقبته، بـ(ملاحق) توخياً لزيادة الفائدة، الأول: (علامات الترقيم)، والثاني: (الإعراب في اللغة العربية، وعلاماته الأصلية والفرعية)، والثالث: (كشف بما ألف في ميدان التصويب اللغوي), والرابع: (المصطلحات البلاغية التي وردت في متن الكتاب). وبذا آمل أن يسهم الكتاب في خدمة لغة الإعلام خاصة، والعربية عامة لأن أي نهضة لا يمكن أن تبدأ إلا من اللغة، فهي وحدها التي يتعلق بها الفكر، وهي وحدها الدال على مستوانا الفكري، والعملي، وحالتنا الذهنية، وهي الحضور للذات، والهوية، فاللغة ليست مجموعة مفردات وإن بدأت بالجملة، فاللفظ المفرد، وإن كان حاملاً للمعنى إلا إنه لا يعطي دلالته إلا في علاقته بالألفاظ المجاورة له في تركيب الجملة.
 
وفي الختام: لقد كان الهدف من تأليف هذا الكتاب هدفاً تعليمياً بحتاً، توخينا فيه الدقة، وتقسيمه ضمن منهج علمي اعتمد عليه الكتاب فـي مباحثه الخمسة، وأن أضيف إليه،ما استوجبته الإفـادة العلمية، زيـادة في الإيضاح في بعض المواضع، وإضافة بعض العناوين الفرعية بغية التيسير على الإعلاميين عامة، وطلبة كليات الإعلام خاصة، والله أسال أن ينفع بالكتاب على قدر ما بذل فيه من جهد ، وعليه سبحانه قصد السبيل ، ومنه التوفيق .
 
الدكتور محمد عبد المطلب البكّاء
 
أستاذ في كلية الإعلام ــ جامعة بغداد
 
1430هـ ــ 2009 م

الصفحات