أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام واللغة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام واللغة

الإعلام واللغة

إذا كانت اللغة وسيلة إنسانية لتوصيل الأفكار، والانفعالات، والرغبات عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة إرادية كما رأى معظم الباحثين التقليديين،  فإن الإعلام يهدف إلى: تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تك

تقييمك:
4.666665
Average: 4.7 (3 votes)
الصفحة رقم: 7
8 ــ القدرة على التقويم: المرسل الناجح هو الذي يتمتع بمهارة مراجعة إرساله لمعرفة مواضع النجاح، والإخفاق فيه، حتى يتجنب الإخفاق، ويعزز
 
النجاح، ويقوِّم عمله بما يجعله أكثر نجاحاً في إرساله التالي.
 
أما مهارات المرسل الخاصة، فهي:
 
1 ـ مهارة التحدث: وهي مهارة مركبة، يسهم فيها إتقان اللغة، والقدرة على التنوع بالأساليب وتوظيفها، والمرونة في تبديل مواقع الكلام، وتغييرها, والانتقال بها من فكرة إلى أخرى، فضلا عن القدرة على توظيف حركات الوجه، واليدين في أداء المعاني، وتوكيدها.
 
2 ـ مهارة الكتابة: تحتاج مهارة الكتابة إلى تدقيق في الأساليب الملائمة لأغراض المرسل المختلفة. إذ أن هناك متسعاً من الوقت أمام المرسل الذي يختار الكتابة قناة لإيصال رسالته إلى المستقبل. ومن ثم فهو قادر على توفير إمكانات التأثير كلها، من صوغ ملائم للغرض، ودقة تعبير، وإصابة للقصد، وإيجاز في القول.
 
3 ـ مهارة القراءة السليمة: وإجادتها شرط للتأثير في المستقبل، سواء أكانت الإجادة تعني حسن الأداء، والنبر أم كانت تعني الإستخدام السليم للوقف التام، أو العارض. وعلينا ألا ننسى تأثير صوت القارئ في المستقبل المستمع، لأن هناك أصوات منفرة، وأخرى جاذبة.
 
4 ـ مهارة الإصغاء الإيجابي: المراد به قدرة المرسل على أن يفهم الآراء ويستوعبها، ويتفاعل معها، ويحدد اتجاهها،من الإستماع إلى كلام المستقبل. أما الإصغاء السلبي فهو ضعف قدرة المرسل على فهم الكلام المسموع، وتحديد أبعاده ومراميه، تبعاً لعدم تدريب أذنيه على الاستماع الجيد، والفهم، والاستيعاب(27).
 
ويهتم علماء النحو بـ (الكلمة): التي هي لفظ وضع لمعنى، والجملة التي هي أصغر وحدة كلامية، إلا أنهم لا يعترفون بها إلا إذا جاءت بمعنى أي (بكلام مفيد) يحسن السكوت عليه، ويفرقون بين (اللغة) و (اللغو) الذي هو: "ضم الكلام ما هو ساقط العبرة منه، وهو الذي لا معنى له في حق ثبوت الحكم"(28).
 
إن الحقل المشترك بين اللغة والإعلام في العلاقة بين اللفظ والمعنى هـو
 
حقل (الدلالة) فعلماء اللغة يعنون بعلم (الدلالة) وعلماء الإعلام يهتمون بالإطار المشترك بين مرسل الرسالة، ومستقبلها حتى يتم الإعلام في هذا الإطار المشترك، ولا تسقط الرسالة خارجه.
 
ويمثل (اللفظ) وهو: "ما يتلفظ به الإنسان، أو في حكمه، مهملاً كان، أو مستعملا"(29). القاسم المشترك في الدلالة بين اللغة والإعلام. فعلى الرغم من دلالة الإشارة، أو الرسم على المعاني أحيانا، وعلى الرغم من وصول المعاني في أحيان أخرى إلى الإنسان نتيجة للتأمل، والتفكير ، يظل (اللفظ) صاحب السيادة، لأنه يتقدم سائر أشكال الدلالات.
 
وفي اللغة لا يقوم اللفظ بمفرده بالاتصال لأن السياق هو الذي يعين قيمة الكلمة، ويحدد معناها تحديداً مؤقتاً، ويفرض قيمة واحدة بعينها على الرغم من المعاني المتنوعة التي في وسعها أن تدل عليها، وهو الذي يخلص الكلمة من الدلالات الماضية التي تدعمها الذاكرة من أن تتراكم عليها، وهو الذي يخلق لها قيمة حضورية، ولكن الكلمة بكل المعاني الكامنة فيها توجد في الذهن مستقلة عن جميع الاستعمالات التي تستعمل فيها مستعدة للخروج، والتشكل بحسب الظروف التي تدعوها(30). .

الصفحات