إذا كانت اللغة وسيلة إنسانية لتوصيل الأفكار، والانفعالات، والرغبات عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة إرادية كما رأى معظم الباحثين التقليديين، فإن الإعلام يهدف إلى: تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تك
أنت هنا
قراءة كتاب الإعلام واللغة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
الإعــــــــلام واللغـــــــــة
الإعلام: "تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع، أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم، وميولهم"(1).
وعرفه العالم الألماني (اوتوجروت) أنه: "التعبير الموضوعي عن عقلية الجماهير وروحها وميولها، واتجاهاتها في نفس الوقت"(2).
إما اللغةlanguage)) فهي مع وضوح أمرها، وجريانها على كل لسان، فقد وجد الدارسون في تعريفها تعريفا دقيقا بعض المشقة والعنت، وانقسموا بهذا الصدد إلى فرق، وطوائف(3).
فهي عند أرسطو: "نظام لفظي محدد نشأ نتيجة اتفاق بين أفراد المجموعة البشرية في مكان ما"(4). وهي رمز للفكر، وهي فرق بين الإنسان والحيوان، فالنطق والفكر عند أرسطو متلازمان والنطق خاصة الإنسان، وبدون الكلمات لا يتيسر فكر، ولا علم(5).
وغاية (اللغة) عند أرسطو: تحقيق الصلات بين الإنسان والإنسان، أو معرفة الإنسان للأشياء، وقد تستخدم كذلك أداة للتربية والمتعة في ناحية خاصة من نواحي النشاط الإنساني(6).
أما نشأتها: "فأن اللغة تنشأ بالتدريج شيئاً فشيئاً، وأنها لا تقع مرة واحدة. وأن اللغة تنمو وتتسع بأتساع الحاجة والإدراك، وأن الألفاظ الأوّل التي نطق بها الإنسان هي الألفاظ المعبرة عن الأشياء القريبة منه، والمحيطة به، التي يدركها نظره"(7).
وحدها عند علمائنا العرب، قال ابن جني:
"أما حدها فأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"(8).
وقال ابن الحاجب: "حد اللغة كل لفظ وضع لمعنى"(9).
وقد رأى معظم الباحثين التقليديين:أن اللغة وسيلة إنسانية لتوصيل الأفكار، والانفعالات، والرغبات، عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة إرادية. وردد بعض الباحثين: أن اللغة قد تستعمل لإخفاء الفكر، وصارت عبارة (تاليران): "إن اللغة كائنة لتخفي أفكار الإنسان"عبارة مشهورة في الدراسات اللغوية.
ثم رأى باحثون مجددون من أمثال (مالينوفسكي): أن اللغة جزء من السلوك الإنساني، ونوع من العمل، وليس مجرد أداة تعكس الفكر، وان وظيفتها ليست مجرد وسيلة للتفاهم، أو التوصيل(10).
وذهب فريق من العلماء إلى تفسير اللغة على أساس نفسي وعقلي، ورأى: أن اللغة استعمال رموز صوتية منظمة للتعبير عن الأفكار، ونقلها من شخص إلى آخر، ومن مؤيدي هذه المدرسة (سابير) (11). وقيل هي: وسيلة الإتصال المباشر بين البشر عن طريق الألفاظ، أو الأصوات الوضعية العرفية التي تدل على المعاني، وتختلف باختلاف العصور،والشعوب.وتتأثر اللغة بحضارة الأمة، ونظمها، وتقاليدها، وعقائدها، واتجاهاتها. فكل تطور يحدث في ناحية من هذه النواحي يتردد صداه في أداة التعبير(12).