أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام واللغة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام واللغة

الإعلام واللغة

إذا كانت اللغة وسيلة إنسانية لتوصيل الأفكار، والانفعالات، والرغبات عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة إرادية كما رأى معظم الباحثين التقليديين،  فإن الإعلام يهدف إلى: تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تك

تقييمك:
4.666665
Average: 4.7 (3 votes)
الصفحة رقم: 10
الاتصال الكتابي:
 
اللغة العربية الفصيحة مجموعة من الرموز المكتوبة الدالة على معان محددة متفق عليها. فالكلمة (رمز أو دال) غير ماى دلالتها على (معنى مادي معين) نسميه (المرموز إليه)، وهو الإستعمال الحقيقي لهذه الكلمة. فإذا استعمل الرمز في غير ما وضع له كان استعماله (مجازياً). ذلك أن الخبرة اللغوية ثلاثية الأطراف: الطرف الأول فيها هو النطق، والثاني فيها هو: الكتابة، والطرف الثالث فيها هو: الشيء المدلول عليه، سواء أكان ماديا أم معنوياً. فإذا نطقنا، أو كتبنا كلمة (رأس) انصرف الذهن إلى الجزء العلوي من جسم الإنسان، وإذا استعملنا كلمة (رأس) في غير ما اتفق العرب عليه، كان استعمالنا لها مجازياً كقولنا: "رأس الحكمة مخافة الله". يقودنا التوضيح السابق إلى أن قضية الإتصال المكتوب يمكن أن تنصرف إلى العلاقة الحقيقية المباشرة، أو العلاقة المجازية، أو العلاقة الاصطلاحية، أو العلاقة الخاصة بينهما. إذن هناك أربع علاقات بين الرمز (الدال)، والمرموز إليه (المدلول)،هي:
 
العلاقة المباشرة: تعني استعمال الألفاظ ، والجمل فيما وضعت له أصلاً،من دون أية رغبة من الكاتب في بناء عالم متخيل، وذلك لأن الهدف مخاطبة عقل القارئ أو المستمع، ولكن العلاقة المباشرة لا تعني أن هناك مستوى لغوياً واحداً في الكتابة . فالقراءة مستويات، وكل مستوى من هذه المستويات يحتاج إلى كتابة تلائمه، وتجعله قادراً على استقبال المعرفة باللغة المكتوبة.
 
1 ــ العلاقة المجازية: اللجوء إلى المجاز في الاتصال يعني أن المرسل كتب ألفاظاً، وجملاً ليدل بها على أمر مغاير للدلالة الحقيقية. أو قل إنه رغب في أن يقيم علاقة مجازية بين الرمز والمرموز إليه لإعتقاده أنها أكثر تأثيراً في القارئ، وإقناعاً ، وإمتاعا له . وهذا ما يفعله الأديب عادة لأنه يعرف أن العلاقة المباشرة لا تحقق له غرضه من الإتصال بالمستقبل.
 
2 ـ العلاقة الإصطلاحية: العلاقة بين الرمز والمرموز إليه هنا مختلفة عن العلاقتين السابقتين، ذلك أن حاجة اللغة العلمية المكتوبة إلى اختزال المفاهيم التي تتكرر دفعها إلى إيجاز كل مفهوم من المفاهيم في كلمة سميت (مصطلحاً) يدل على مفهوم معين، كما أصبح ذكر المصطلح يغني عن ذكر المفهوم ما دام يدل عليه.
 
3 ـ العلاقة الخاصة: يلجأ بعض الناس إلى عدد غير قليل من العلاقات الخاصة بين الرمز والمرموز إليه لتحقيق حاجات الحياة المختلفة. ولكل علاقة من هذه العلاقات الثابتة، خصه وحده، كما في نماذج النعي، ومناسبات الأفراح،والإعلان عن الإجتماعات السنوية. ومسوغ اللجوء إلى النماذج الثابتـة، هـو أن الحاجـة ثابتـة لا تتغير، ولا تتبدل(40) .
 
مهارات ضبط الاتصال الكتابي:
 
أ ــ علامات الترقيم: هي علامات اصطلاحية، اتفق على شكلها، وعلى أمكنة توضع فيها، بين الكلمات في الجملة، أوفي نهايتها للدلالة على معان يجب أن يراعيها المرسل، والمستقبل. وهي ــ في الغالب ــ خمس عشرة علامة (ملحق رقم 1).
 
ب ــ الأخطاء الشائعة: يحرص المرسل على استعمال لغته استعمالاً صحيحاً. ومعيار الصحة هنا ما استعمله أجدادنا حتى نهاية عصر الإحتجاج (150هجرية)، وما أجازته المجامع اللغوية العربية في العصر الحديث. وقد لاحظ الباحثون أن أغلبية الكتاب تخطيء في استعمال كلمات معينة نطقاً، أو إملاءً، أو استعمالاً في غير ما وضعت له، وقد سموا هذه الأخطاء بـ (الأخطاء الشائعة )، وسعوا إلى أن يتجنبها الكاتب الذي يستعمل اللغة العربية، ويتشبث بفصاحتها.
 
جـ ــ النحو العربي: ينهض النحو العربي بمهمة تحديد مواضع الكلمات في الجملة بحسب المعنى الذي يرغب المرسل في إيصاله للآخرين. وتعد حركات الإعراب (علامات الإعراب الأصلية، والفرعية في الأسماء، والأفعال) علامات دالة على هذه المواضع. فإذا تقيد المرسل بها صح نطقه، وغدت كتابته سليمة.(ملحق رقم 2).
 
د ــ الإملاء العربي: أصبح الإملاء مصطلحاً دالاً على قواعد معينة تهدف إلى صحة الكتابة العربية. فإذا قلنا: (قواعد الإملاء العربي) فنحن نـقـصد الـقـوانين والــقــواعـــد التي تجـب مـراعــاـتــها لــتصـبح الكتابــة الـعـربـيـة صحـيحـة (41).

الصفحات