يعتمد نجاح الصحيفة على حسن تنظيم إدارتها ودقة هذا التنظيم وتوزيع الصلاحيات بين أقسامها الإدارية والفنية بشكل يساعد على دفع العملية الإنتاجية في الدار الصحفية بأسلوب أفضل، وهذه الصلاحيات ومداها تختلف بين مؤسسة صحفية وأخرى طبقاً لإمكانياتها المالية والتقنية و
أنت هنا
قراءة كتاب إخراج الصحف والمجلات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
مهام سكرتير التحرير:
أما سكرتير التحرير فإن عمله يرتبط مباشرة بإنتاج الصحيفة وإخراجها الفني بصورته النهائية، ويتصل عمله بإدارة تسمى سكرتارية التحرير التي ترتبط بعمل عدد من الإدارات في المؤسسة الصحفية وتشرف على بعضها، ومن هذه الإدارات: التحرير والإعلان والتصوير والمونتاج والمطبعة، لأن هذه الإدارات تصب كلها مجتمعة في عملية إنتاج الصحيفة وإخراجها.
ويتفاوت عدد العاملين في سكرتارية التحرير حسب حجم الصحيفة واتساع قدراتها والأعداد البشرية العاملة فيها، فتوظف الصحف الكبرى أكثر من سكرتير واحد لكل صفحة من صفحاتها، يقوم كل واحد بمراجعة المادة التي تنشر صفحته ووضع العناوين المناسبة لموضوعاتها واختيار الصور المناسبة لهذه الموضوعات وكتابة العبارات الشارحة لهذه الصور، بالإضافة إلى رسم الصفحة وتعيين أماكن الموضوعات والأخبار والإعلانات التي تتضمنها، وذلك كله بالتعاون الدقيق مع سكرتيري التحرير الذين يتولون الإشراف على الصفحات الأخرى العديدة التي تتكون منها الصحيفة، لأن طبيعة هذا العمل تفترض التعاون التام والتنسيق المحكم اللذين يعطيان للصحيفة الانسجام وفي نهاية الأمر شخصيتها العامة المعروفة لدى القراء.
وإذا كانت الصلاحيات التي تمنحها المؤسسات الصحفية لسكرتارية التحرير تختلف بين مؤسسة وأخرى، إلا أن الاختصاصات التي تتولاها سكرتارية التحرير في الصحافة الحديثة، تتمثل في تنظيم العلاقات بين أقسام التحرير والإعلان والمطابع، وتحويل المادة المكتوبة والمرسومة والمصورة إلى مادة مطبوعة.
ويمكن القول، إن سكرتارية التحرير هي المحطة النهائية التي تتوقف عندها سائر الموضوعات والمواد القادمة من أقسام التحرير والإعلان، وهي المركز الذي تلتقي فيه إدارة التحرير وإدارة الإعلانات وإدارة المطبعة، والمكان الذي تنطلق منه النصوص المكتوبة لكي تجمع وتنضد على الكمبيوتر سواء داخل الصحيفة أو خارجها بعد تبنيط المادة وتوضيح أحجام الحروف المطلوبة.
وبالرغم من أهمية المهام التي يقوم بها العاملون في سكرتاريا التحرير في الصحيفة إلا أنهم يعتبرون إناسًا غير معروفين لدى القراء لأنهم يقومون بعملهم بعيدًا عن الأضواء ويمكن القول أنهم القادة المجهولون في الصحيفة.
وتتولى سكرتارية التحرير إعداد المادة التحريرية للنشر، وتحديد المساحات التي تستحقها وإعطاءها الشكل الذي ستنشر فيه، واختيار العناوين والصور المناسبة لكل مقال أو موضوع ينشر كل على حدة.
ولكن هذه الحرية التي تتمتع بها سكرتارية التحرير تحدها بعض القيود المتمثلة بحدود قدرة العناصر التيبوغرافية المستخدمة، والساعات المحددة التي يلتزم بها سكرتيروا التحرير لإنجاز أعمالهم، تنفيذه إطاعة أوامر قسم الإعلان فيما يتعلق بالإعلانات المطلوب نشرها، واحترام توجيهات رئيس التحرير، والتقاليد الخاصة بالصحيفة التي يعملون فيها. كما أن عليهم أن يأخذوا في الاعتبار القرارات التي تتخذها الصحيفة في الاجتماعات اليومية.
ويعتبر تنظيم العمل وإدارته في الصحيفة، سواء في ساعات النهار أو الليل من أولى مهام سكرتارية التحرير في الدار الصحفية، التي تحرص على عقد الاجتماعات وتحديد أهم الروايات الإخبارية التي تتطلب المتابعة.
كما تقوم سكرتارية التحرير بالاتصال بقسم الإعلان ومعرفة حصيلة الإعلانات المطلوب نشرها، سواء الإعلانات القادمة من الوكالات الإعلانية المتخصصة، أو الإعلانات التي يحضرها مندوبوا الإعلان في الصحيفة من الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية، والإعلانات الحكومية الرسمية، بالإضافة إلى الإعلانات المبوبة التي لا تخلو منها صحيفة من صحف اليوم.
وتقوم سكرتارية التحرير، أيضًا، بالاتصال بالكتاب الذين يتعاونون مع الصحيفة لتنظيم تسليم مقالاتهم وموضوعاتهم في الوقت المحدد، وكذلك الأمر بالنسبة للمحررين المكلفين بتغطية النشاطات المحلية أو إجراء الأحاديث الصحفية والتحقيقات بالإضافة إلى المصورين والرسامين، لأن عدم تسليم أصول المواد في الوقت المحدد يربك العمل في الصحيفة ويؤثر على سير العمل الذي يتطلب الدقة والنظام وحسن استغلال الوقت، وذلك لكي يتسنى القيام بجمع المواد المكتوبة في المطبعة حسب المواعيد المقررة لذلك، بالاتفاق مع عمال جمع الحروف – كان هذا قبل اختراع الحاسوب واعتماده في المؤسسات الصحفية – بحيث تظل المواد الإخبارية فقط للساعات الأخيرة من عملية إنتاج الصحيفة أما الآن فحلت الحواسيب الكثير من الإشكالات الفنية وقدمت وفرًا هائلاً في الوقت والدقة.
وتتلقى سكرتارية التحرير من رؤساء الأقسام في الصحيفة قوائم بالموضوعات الداخلة في دائرة اختصاص أقسامهم، حيث تقوم بتحديد المساحة الخاصة بكل قسم من هذه الأقسام سواء صفحة المحليات أو المجتمع أو الاقتصاد أو الرياضة.. الخ. ويقوم كل قسم من أقسام الصحيفة التي يتصل اختصاصها بسكرتارية التحرير، بعمله فيما يدخل تحت دائرة اختصاصه، على أن يظل على اتصال دائم مع الأقسام الأخرى لتحقيق الانسجام والتنسيق التام فيما يخدم عملية إعداد الصحيفة للطبع.