يعتمد نجاح الصحيفة على حسن تنظيم إدارتها ودقة هذا التنظيم وتوزيع الصلاحيات بين أقسامها الإدارية والفنية بشكل يساعد على دفع العملية الإنتاجية في الدار الصحفية بأسلوب أفضل، وهذه الصلاحيات ومداها تختلف بين مؤسسة صحفية وأخرى طبقاً لإمكانياتها المالية والتقنية و
أنت هنا
قراءة كتاب إخراج الصحف والمجلات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
أهمية المطابع الصحفية :
تعتبر المطبعة دعامة أساسية من دعائم المؤسسة الصحفية في الوقت الحاضر، إذ عليها تتوقف عملية إنتاج الصحيفة وطبعها وتوزيعها، ولا تستغني الصحف اليومية عن مطابع خاصة بها تلبي احتياجاتها أولاً بأول من حيث جمع الأحرف بالإضافة إلى كافة الخطوات اللاحقة التي تمهد لطبع الصحيفة.
وقد توسعت المطابع، فأصبحت لها إدارات متخصصة تتولى إدارتها والإشراف عليها، وضبط حساباتها. وهي تقوم بطبع الصحف الصادرة عن المؤسسة الصحفية نفسها بالإضافة إلى طبع الصحف والمجلات الصغيرة التي لا تملك مطابع خاصة بها وذلك بأسلوب تجاري، بالإضافة إلى قيام بعض المؤسسات الصحفية بأعمال طباعية ذات طابع تجاري حيث تتولى طباعة الكتب ونشرها بهدف استغلال طاقات المطابع التي تملكها وتحقيق الربح المادي، وهي لذلك توظف أعداداً كبيرة من العاملين في هذا المجال، الذين تتعدد اختصاصاتهم بتعدد المجالات الداخلة في دائرة عمل المطابع وحركتها الإنتاجية.
ويشير المختصون إلى أهمية المطبعة داخل الدار الصحفية أو بالقرب منها، وذلك لإنجاز المهام المتعلقة بسكرتارية التحرير والإخراج الصحفي على الوجه الأكمل، إذ يستطيع المخرج التأنق في اختيار الحروف من مختلف الأبناط، وكذلك يمتلك المرونة في اتساع الأسطر، ولا يجد حرجاً من حيث الوقت والجهد في الطلب إلى أقسام التنفيذ الفنية وأقسام الجمع في المطبعة بإنجاز هذه الأغراض، ويعتبر وجود المطبعة الخاصة والقريبة خبرة مهمة حيث يكن كلا في الأخطاء إن وجدت بسرعة وكفاءة، بالإضافة إلى اختصار الوقت المطلوب لإنتاج الصحيفة وجعلها جاهزة للتوزيع في الوقت المناسب، لأن اضطراب مواعيد وصولها للقراء في الوقت المحدد يؤثر سلبيًا على مكانة الصحيفة عندهم.
وتتنافس المؤسسات الصحفية اليوم على اقتناء أرقى آلات الطباعة وأحدث تجهيزاتها الفنية والإلكترونية حتى تتمكن بواسطتها من تحقيق مستويات عالية من الإنتاجية والجودة الطباعية ممثلة بنظافة الطبع ووضوحه وخلو الصفحات من الأخطاء واستخدام الألوان وكذلك الطرق الأقل تكلفة والأفضل من حيث المردودية من طرق الطباعة الثلاث المعروفة، البارزة والغائرة والملساء، ثم النجاح في معركة المنافسة في سوق التوزيع، التي بات على الصحيفة أن تسعة جهدها للنجاح فيها، أمام المنافسة التي تشهدها مع الصحف الأخرى بالإضافة إلى تأثير التلفزيون والإذاعة على جمهور وسائل الإعلام بصفة خاصة.
من هنا نجد حرص المؤسسات الصحفية على امتلاك مطابع خاصة بها، وكذلك تعيين المديرين الأكفاء لها لكي يديروا حركة أعمالها بطريقة ناجحة، ويعتبر هؤلاء المديرون من أبرز العاملين في المؤسسات الصحفية، لأنهم يشرفون على العصب الحساس فيها، ولأنهم معنيون مباشرة بالميزانية التجارية لهذه المؤسسات وبامتداد نشاطها إلى ما هو أبعد من طباعة صحف المؤسسات نفسها بل عمدت كثير من الصحف بامتلاك أكثر من مطبعة تعمل في وقت واحد في الدول المترامية الأطراف وتلك الصحف التي تصدر في أكثر من دولة.
ويعتبر البنط وحدة القياس التي تعيّن بها أحجام الحروف المطبعية وهو يساوي 1/72 من البوصة وتتفاوت الأبناط في أحجامها بين أبناط صغيرة بمقاس 5 أو 6 إلى 144 بنطًا. وقد جرت العادة على تكون متون الموضوعات من أبناط صغيرة أما الأبناط الكبيرة فهي تستخدم عادة في العناوين ونصوص بعض الإعلانات الصحفية. وتسمى الحروف التي تجمع بها العناوين بحروف العرض، أما الحروف التي تجمع بها نصوص المادة التحريرية فتسمى حروف المتن.