يعتمد نجاح الصحيفة على حسن تنظيم إدارتها ودقة هذا التنظيم وتوزيع الصلاحيات بين أقسامها الإدارية والفنية بشكل يساعد على دفع العملية الإنتاجية في الدار الصحفية بأسلوب أفضل، وهذه الصلاحيات ومداها تختلف بين مؤسسة صحفية وأخرى طبقاً لإمكانياتها المالية والتقنية و
أنت هنا
قراءة كتاب إخراج الصحف والمجلات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
الماكيت:
الماكيت هو عبارة عن هيكل فارغ من الورق الأبيض يماثل الصحيفة بكل صفحاتها تحدد فوقه أسماء وعناوين وطبيعة المواد المطلوب نشرها.
ولكل صحيفة طريقتها في رسم الماكيت الخاص بها، وإن كانت معظم الصحف تحرص على أن تتأخر قليلاً في ذلك حتى يأتي الرسم مناسبًا لحصيلة اليوم الإخبارية في الصحف اليومية وتكون أغلبية المادة الصحفية قد توفرت في أقسام الصحيفة المختلفة.
وتقوم سكرتارية التحرير بحجز الأماكن المخصصة لكل من الإعلانات والمواد التحريرية على مشروع الصحيفة أو الماكيت الذي ترسمه سكرتارية التحرير يوميًا موضحة فيه الأخبار والمقالات والإعلانات الخاصة بكل صفحة من الصفحات.
ويتطلب رسم الماكيت من سكرتارية التحرير أن تأخذ في الاعتبار أربعة عناصر أساسية هي: الإعلانات والعناوين والصور والنصوص.
ويقوم سكرتير التحرير بالاهتمام بتخصيص المساحة المطلوبة للإعلانات بالتنسيق مع قسم الإعلان في الصحيفة، مع ضرورة التعرف على الشروط التيبوغرافية للإعلان ومحتوى المادة الإعلانية، من أجل تحقيق توازن الصفحة حسبما يتطلبه الإعلان من مادة نصية أو مصورة والاعتناء بأن تكون المساحة الإعلانية منسجمة لونيًا مع باقي الصفحة، وكذلك لتجنب النتائج الضارة لوضع مادة تحريرية مجاورة للإعلانات تناقض مضمون هذه الإعلانات وما تروج إليه.
وتواجه سكرتارية التحرير باستمرار موضوع الأولوية التي يجب أن يحظى بها كل من الإعلان أو المادة التحريرية، والتي تتفاوت الصحف في أسلوب معالجتها حسب مناهجها والمدارس الفكرية والمهنية التي تنتمي إليها.
وتعتبر المادة المصورة، من صور ورسوم، الشغل الشاغل عند رسم الماكيت بعد الإعلانات، وذلك لأنها تشكل العنصر الرئيسي في عملية التوازن المطلوبة للصفحة. ويتولى سكرتير التحرير اختيار الصور أو يحسب حساب الصور التي ينتظر وصولها من مصوري الصحيفة لكي تأخذ مكانها على الصفحات، خاصة بكل موضوع أو رواية إخبارية يجري اختيارها لتكون من بين مواد العدد الجديد من الصحفية.
أما العناوين، فتعتبر بالنسبة لمن يرسم الماكيت (المخرج) أكثر أهمية من النصوص، وهي تساهم في الواقع بجذب القارئ، لقراءة هذا الخبر أو ذاك على الصفحة. وتكتسب العناوين أهميتها نظرًا لما تقدمه من راحة لعين القارئ. ناهيك عن الطابع الجمالي الذي تضفيه على الصحيفة، ويجب على سكرتير التحرير أن يترك حيزًا مناسبًا على الصفحة للعناوين الرئيسية والفرعية للروايات الإخبارية المراد نشرها.
ويأتي في النهاية، تحديد المساحات المخصصة للنصوص المكتوبة على الماكيت، حيث يتم تعيين الأطوال المناسبة لها بدقة، وفي أحيان كثيرة تكون النصوص من الأهمية بحيث تستلزم إعطاءها الأولوية وكذلك المساحات الضرورية على الماكيت، مع الأخذ بالاعتبار الطريقة التي تجمع بها حروفها وتظهر بها على الصفحة.
ويتمتع سكرتير التحرير، وهو بصدد رسم الماكيت، بقدر من الحرية، حيث يجد نفسه بعض الأحيان أمام مساحات غير كافية للمواد التي تتجمع لديه، الأمر الذي يجعله يتصرف حسب ما يقتضيه الموقف، فيقوم بترحيل ما يمكن الاستغناء عنه من الأخبار من الصفحة الأولى إلى الصفحات الداخلية، وقد يكتفي بنشر مقدمات أو ملخصات بعض الأخبار على الصفحة الأولى ويرحل تتماتها أو كامل الخبر إلى الصفحات الداخلية.