يهدف الكتاب الى مقارنة القيم التي يكتسبها الطلبة من المنهاجين الرسمي والخفي في المدارس العامة والخاصة ، ويطرح الكتاب عددا من التساؤلات وهي : ما القيم المتضمنة في المنهاج الرسمي ، وما القيم المكتسبة من قبل طلبة المرحلة الاساسية ، وما درجة اكتشاب الطلبة لكل ق
أنت هنا
قراءة كتاب ازدواجية القيم لدى الطلبة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
ويرى أنصار الاتجاه الوظيفي البنائي، وخاصة دوركايم أن التربية نظام اجتماعي يتفاعل مع نظم ومؤسسات المجتمع الأخرى؛ أي يؤثر فيها ويتأثر بها، ويؤكد على ((عملية التنشئة الاجتماعية باعتبارها العملية الأساسية التي تتم من خلالها عملية تكوين (الضمير الجمعي) لدى الفرد من خلال استدخاله القيم والاتجاهات والعادات والتقاليد السائدة في مجتمعه في شخصيته، والتي تعرف بعملية (الاستدخال)؛ (Internalization)))، وأن وجود قيم ومعايير اجتماعية ومعتقدات مشتركة بين أعضاء المجتمع يؤدي إلى تحقيق الشعور بالانتماء لهذا المجتمع، وفي ضوء ذلك فإن للمعلم مكانة اجتماعية عالية باعتباره ممثلاً للدولة وللقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع. (الشخيبي، 2002، ص54).
وتتباين أساليب التنشئة الاجتماعية من مجتمع لآخر، وتتغير من ثقافة لأخرى حيث يقوم كل مجتمع بتحديد أنماط وأشكال التنشئة الاجتماعية التي تلبي حاجاته الثقافية، وبشكل عام يتأثر شكل التنشئة الاجتماعية ومضمونها بعدد من العوامل الاجتماعية، منها ((الوضع الاقتصادي، والمستوى التعليمي عند الأبوين، والمعتقد، والطبقة الاجتماعية، والبيئة الطبيعية، والنظام السياسي القائم)). (وطفة، 1993، ص47).
والتربية لا يمكن أن تنعزل في وظيفتها وأهدافها عن القيم، لأن التربية في ذاتها عملية قيمية، ومن أجل أن تقوم المدرسة بتحقيق أهداف التربية فهي بحاجة إلى وسيلة تستخدمها للتوصل لتلك الأهداف، ومن هنا يأتي دور المناهج المدرسية كوسيلة لتحقيق الأهداف. (عاقل، 1988).
وتعد المدرسة بيئة التنشئة الاجتماعية والتربوية للطلبة، تهدف إلى الاهتمام بجميع الجوانب المكونة لشخصية الطالب، والتي تشتمل على المعارف والقيم والاتجاهات من خلال ما تطرحه المناهج الرسمية، حيث إن هذه المناهج تشتمل على أهداف تربوية تكون مخططة ومعلنة تأخذ طابع الرسمية، وتؤدي إلى تعلم مقصود في نفوس الطلبة، ومع التطور والتقدم السريعين، وإحداث ثورة المعلومات والتكنولوجيا، واتساع القاعدة الطلابية، وازدياد الاهتمام بدراسة كل ما يتصل بالطالب، وتكوين شخصيته، جعل الكثير من الدراسات تتجه إلى التركيز على تحديد السلوكات التي يتشربها ويكتسبها الطلبة من البيئة الاجتماعية، ومن المدرسة على حد سواء، وتبين أن الطلبة بالإضافة إلى ما يتعلمون وما يكتسبون من القيم المعلنة قد يكتسبون مفاهيم وقيماً لم تكن معلنة في الأهداف التي تسعى المدرسة لتحقيقها، ولم يتم التخطيط لها رسمياً أو حتى توقعها، من قبل القائمين على العملية التربوية؛ مما دفع هؤلاء إلى دراسة المفاهيم والقيم التي هي بطبيعة الحال نتاجات غير مقصودة سببها المنهاج الخفي. (مرعي والحيلة، 2002)