يهدف الكتاب الى مقارنة القيم التي يكتسبها الطلبة من المنهاجين الرسمي والخفي في المدارس العامة والخاصة ، ويطرح الكتاب عددا من التساؤلات وهي : ما القيم المتضمنة في المنهاج الرسمي ، وما القيم المكتسبة من قبل طلبة المرحلة الاساسية ، وما درجة اكتشاب الطلبة لكل ق
أنت هنا
قراءة كتاب ازدواجية القيم لدى الطلبة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
وإذا كان المنهاج الخفي يظهر من خلال العلاقات التفاعلية بين الطلبة والمعلمين والإدارة المدرسية من خلال الجوانب التعليمية ، والإدارية (الأنظمة والتعليمات والقوانين والانضباط)، والنفسية؛ (ما يحمله كل هؤلاء في نفوسهم من حبِّ وكره وسلطة وطاعة واغتراب وتسامح وتعصب) فإنه يظهر من خلال مصادره الأخرى المتصلة بالأسرة، وجماعة الرفاق، ودور العبادة، ووسائل الإعلام، وهذا يعني أن الطلبة يكتسبون قيماً من المعلمين في المدرسة، ومن المجتمع على حد سواء، والأصل في هذه القيم أن تكون منسجمة ومتفقة مع القيم المطروحة في المنهاج الرسمي، وليس متناقضة معه، كما يلاحظ في الواقع المعاش من تناقضات القيم بين مؤسساته التعليمية المختلفة، ومثال ذلك: يكتسب بعض الأبناء من آبائهم قيماً سلبية كالأنانية، والفوضى، وعدم الشعور بالمسؤولية وفقدان الثقة بالنفس، والنفاق أحياناً، وهذه القيم تتناقض مع القيم التي تدعو إليها دور العبادة أو المنهاج الرسمي من خلال مقرراته النظرية.
وحينما يذهب الطالب إلى المدرسة، ويحمل معه قيماً متناقضة من خلال البيئة بمؤسساتها التعليمية المختلفة يجد أمامه تناقضات أخرى في المدرسة بين معلم يسلك السلوك التعاوني والديمقراطي على سبيل المثال لا الحصر، وآخر يسلك السلوك العدواني والتسلطي، وينتج عن ذلك ازدواجية في القيم التي اكتسبها الطالب من خلال مصادر المنهاج الخفي المتعددة، سواء أكانت من البيئة الاجتماعية أو البيئة المدرسية.
مشكلة الدراسة:
لما كانت الأسرة في الماضي هي مؤسسة التنشئة الاجتماعية الوحيدة، كانت مصادر القيم موحدة، وبالتالي لا يوجد صراع قيمي عند الأفراد. وعندما تراكمت المعرفة، وفتحت المدرسة، لتمثل الجانب المقصود من التربية تعددت مصادر القيم على أساس أن المدرسة تمثل قيم الطبقات المتعددة في المجتمع؛ أي أنها تمثل قيم الطبقات العليا والوسطى والدنيا في المجتمع، ليظهر المنهاج الخفي عبر سلوكات الأفراد المتعددة، كل حسب طبقته الاجتماعية إلى جانب المنهاج الرسمي، ومع تعدد مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى المتصلة بدور العبادة وجماعة الرفاق ووسائل الإعلام؛ تعددت مصادر اشتقاق القيم، ونتيجة لتعدد هذه المصادر تعددت القيم، فهناك قيم تعتمدها المؤسسة الرسمية وقيم تتبناها جماعات التربية غير المقصودة، ومن هنا ظهرت ازدواجية القيم بين المقصود وغير المقصود، والرسمي وغير الرسمي (الخفي).