أنت هنا

قراءة كتاب الإنسان بين المادة والروح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإنسان بين المادة والروح

الإنسان بين المادة والروح

ان تنامي ظاهرة التكتلات الاقتصادية الكبرى وانشاء مناطق التجارة الحرة والاسواق الواسعة، والتي جاءت في ظل تطورات دولية واقليمية هامة ومتسارعة، تنبئ عن قيام مرحلة جديدة في نظام العلاقات الدولية تقوم قواعدها على التجمعات الاقتصادية الكبرى بدءاً من الوحدة الاورب

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 1
التمهيد
 
ان تنامي ظاهرة التكتلات الاقتصادية الكبرى وانشاء مناطق التجارة الحرة والاسواق الواسعة، والتي جاءت في ظل تطورات دولية واقليمية هامة ومتسارعة، تنبئ عن قيام مرحلة جديدة في نظام العلاقات الدولية تقوم قواعدها على التجمعات الاقتصادية الكبرى بدءاً من الوحدة الاوربية ومرورا بتجمع النافتا، وتجمع دول الابيك(Apec) الذي يضم رابطة دول جنوب شرقي اسيا، ووصولاً إلى ما انتهت اليه جولة اورجوي في 15/12/1993 والتي ضمت 117 دولة من بينها 6 دول عربية، من تحقيق انفراج كبير في مجال التجارة الدولية، يقوم على مبدأ تحرير التجارة الدولية والخدمات من كل القيود في اطار الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة والمعروفة باسم الجات GATT والتي أقرت بنودها عام 1994، وبدء منظمة التجارة العالميةWTO في ممارسة أعمالها اعتبارا من مطلع عام 1995، وما يشكله ذلك كله من تحديات للدول النامية بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة، الامر الذي دعا الدكتور عصمت عبد المجيد في 9/1/1995 في مؤتمر التحديات الاقتصادية، الذي نظمه مركز الدراسات العربي – الأوربي، والذي عقد في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة إلى الدعوة لإقامة منظمة تجارة حرة عربية اسمهاAFTA "افتا عربية"، وذلك بغية التعامل مع هذه التحديات بوعي وإدراك، والاستفادة من الجوانب الايجابية، وبما يفيد التضامن والتكامل الاقتصادي العربي، خاصة وان اقامة منظمة التجارة العالمية قد ادى إلى خلق واقع تجاري عالمي جديد يؤثر في كافة الدول الاعظاء وغير الاعظاء في الجات. ويقوم هذا الواقع على القدرة التنافسية للسلع والخدمات وليس فقط القيمة النسبية التي كانت سائدة حتى وقت قريب، الامر الذي سيمكن الدول المتقدمة من جني الكثير من المكاسب من الواقع الجديد، وسيتم ذلك على حساب الدول النامية. ان هذا الوقع الجديد يفرض علينا الاستفادة من الاستثناءات الممنوحة للدول النامية في اطار الاتفاقية العامة للتعريفة والتجارة، يعمل على اعادة ترتيب وتكييف الاوضاع الاقتصادية العربية، وبما يتلائم مع مقتضيات منظمة التجارة العالمية.من هنا تبرز ظاهرة العولمة التي بدأ الحديث عنها بشكل مكثف في الوطن العربي منذ فترة يدافع عنها البعض ويهاجمها البعض الاخر. حيث عقدت الندوات وصدرت بحوث ودراسات حول هذا الموضوع، فمنهم من يرى انها تبشر بوعود مشرفة للجميع ومنه من يعتبرها الوجه الاخر للهيمنة الامبريالية على العالم تحت الزعامة المنفردة للولايات المتحدة.

الصفحات