أنت هنا

قراءة كتاب الرواية الفلسطينية والتراث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الرواية الفلسطينية والتراث

الرواية الفلسطينية والتراث

​كتاب الرواية الفسلطينية والتراث" لمؤلفه سمير الجندي، هو دراسة قام بها الكاتب معتمدًا على روايات ديمة السّمان أنموذجًا، وحول ما دفعه إلى دراسة هذا الموضوع، يقول: "إيماني بما يشكّله التّراث من أهميّة وقيمة بالنسبة إلى الأمّة التي تعمل على أن تبقى قويّة أمام

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 1
 المقدمة
 
الحمد لله الذي لم يحمّلنا ما لا طاقة لنا به، وقيَّض لنا من جميل عوْنِهِ دليلاً هاديًا إلى طاعتِهِ، ووهبَنا من توفيقه أدبًا صارفًا عن معاصيه، ولم يكلنا إلى ضعف عزائمنا، وحيرةِ آرائِنا، وسوءِ اختيارِنا، وقِلّةِ تمييزنا، وفساد أهوائِنا.
 
أمّا ما دفعني إلى دراسة هذا الموضوع، فهو إيماني بما يشكّله التّراث من أهميّة وقيمة بالنسبة إلى الأمّة التي تعمل على أن تبقى قويّة أمام الأمم، فمثل هذه الأمّة لا بدَّ لها في كل فترة من فترات الزمن أن تراجع حساباتها، وتعيد النظر في تراثها بين كل فترة وأخرى، لكي تعمل على تنقيته فتترك منه ما تترك، وتأخذ ما ينفعها من زاد تستطيع من خلاله أن تواجه الحاضر والمستقبل معًا، فالتراث، هو الرئة التي تتنفس الأمة من خلالها، وهو رصيدها الحضاري في سجل التاريخ، وأمةٌ بلا تراث، هي أمة متصدعة، لا جذور لها، ولا أصول؛ لهذا، فعملي هو محاولة للكشف عن أهمية التراث، ومدى قدرته على الفعل، وإثراء الحاضر والمستقبل في مجالات المعرفة. من هذا المنطلق، فإنني أرى أنَّ تلك الرؤية التي تتكئ على التراث، وهي تنظر إلى النص الروائي لترصد أثر هذا التراث في روايات ديمة السمَّان على مستوى الشكل والمضمون معًا للوقوف على مدى تأثير الماضي في الحاضر، وقدرة الحاضر على فهم الماضي من أجل بناء نفسه وبناء المستقبل.
 
وعندما بحثت في المكتبة العربية عن دراسات سابقة لروايات ديمة السمَّان، لم أجد من درَسها، وهذا سبب يضاف إلى الأسباب الآتي ذكرها لدراسة التراث في رواياتها، والتي أُلخصُها بالآتي:
 
1- يلمس القارئ، في روايات الكاتبة المقدسية، ميلَها إلى محاورة التراث، ولا سيّما الشعبي منه، من أجل إحياء هذا التراث، وتأكيد وجوده، بوصفه ممثلاً لأحد الركائز الأساسية في ربط الفلسطيني بأرضه، وماضيه، وبهويته الإنسانية والوطنية، ويرسخ القواعد الثابتة أمام حركة الاجتثاث والتغريب، ومحاولات طمس الهوية الفلسطينية وإزالتها من الوجود.
 
2- تتنوع أنماط التراث التي تحاورها الكاتبة، لتشمل الآياتِ القرآنيةَ، والأحاديثَ النبويةَ، والمعتقداتِ الشعبيةَ،والأشعارَ العربية، والأمثالَ الشعبية الفلسطينية والعربية.
 
وقد استعنت بعدة مناهج نقدية، فأخذت منها ما يتناسب وحاجات البحث دون التعصب أو التحيز لمنهج معين، ولجأت للمنهج الوصفي، فوصفت شخصيات الروايات موضوع الدراسة، وعقّبت على تأثير التوظيف التراثي على وصف الشخصيات ورسم حركاتها، واستعنت بالمنهج النفسي الذي يهتم باللاشعور، وتأثيره في سلوك الإنسان، وأثره على الكاتبة في توظيف معلوماتها وخبراتها، وكيفية استخدامها لهذا التوظيف في سردها، كما استعنت بالمنهج التاريخي، في قراءة الأحداث التاريخية وتوظيفها في العمل الروائي، واستعنت بالمنهج الأسلوبي في تحليل بعض النصوص اللغوية ودلالاتها.
 
من المشاكل التي واجهتني أثناء إعداد هذه الدراسة، قلة الدراسات والأبحاثِ في هذا الموضوع، وعدمُ وجود مكتبات عامة تفي بالغرض، وافتقارها لبعض المراجع التي احتجت إليها، الأمر الذي تطلب مني السفرَ إلى الأردنّ، للحصول على ما احتجت إليه من مراجعَ ومصادرَ تُعينني على إتمام بحثي  على أكمل وجه.

الصفحات