كتاب "(الخطر القادم) سلوك المشاغبة في البيئة المدرسية" نظمت محتوياته في ثمانية فصول عرضت بشكل مبسط لتساعد الوالدين والباحثين القادمين في مجال علم النفس والصحة النفسية و كل من له علاقة بالعملية التعليمية.
أنت هنا
قراءة كتاب (الخطر القادم) سلوك المشاغبة في البيئة المدرسية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
(الخطر القادم) سلوك المشاغبة في البيئة المدرسية
الصفحة رقم: 4
مقدمة
لقد أصبح في حكم المؤكد أن تقدم الأمم والشعوب إنما يقاس بقيمة أفرادها ومكانتهم الاجتماعية فيها، ومدى الرعاية التي يعيشون في كنفها سواء كانت رعاية نفسية أم صحية أم اجتماعية أم رعاية تعليمية، والتعليم في المجتمعات هو أحد أشكال الرعاية المقدمة للأفراد وهي رعاية إجبارية إلزامية في كثير منها وليست اختيارية، لأن التعليم أصبح السبيل الوحيد والملاذ الحقيقي للأمم للنهوض بأفرادها لملاحقة ذلك التطور الذي نعيشه في وقتنا الحالي ونعجز عن مواكبته وملاحقته.
والمدرسة بحسبانها المنبر الأول للتعليم وأحد الوسائط الهامة والفاعلة في عملية التنشئة الاجتماعية لم تعد مجرد امتداد للأسرة لتقوم بدورها بل أصبحت وبحق مؤسسة اجتماعية أوجدها المجتمع لتؤدي دوراً اجتماعياً ثقافياً تربوياً يهدف في المقام الأول إلى إعداد الأفراد للحياة من كافة الجوانب. ونظراً لتلك الأهمية البالغة التي تتمتع بها المدرسة بوجه خاص والعملية التعليمية بوجه عام نص ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل أن من حق كل طفل أن يتعلم وأن يكون آمناً. وعلى الرغم من أن العاملين في النظام التعليمي يحاولون دائماً التأكيد على أن التعلم يتم في بيئة ءامنة وصحية إلا أن بحوث وتقارير ودراسات عديدة تشير إلى أن نسبة كبيرة من التلاميذ يعيشون تحت ويلات العنف والعدوان والإساءة والقهر والإذلال داخل البيئة المدرسية. لقد كانت المدرسة حتى وقت قريب مضى بما فيها من معلمين وزملاء مكاناً ممتعاً للتلاميذ، وكانت تؤدى وظيفتها على أكمل وجه، وظيفة تربوية وأخرى تعليمية، وكان لها من القداسة ما يجعلها مكاناً يتحقق فيه العدل والمساواة بين الجميع، أما الآن فقد تحولت المدرسة بقصد أو بدون قصد إلى مكان غير آمن لبعض التلاميذ والتلميذات، إن رصد المشكلات التي تعانيها العديد من المدارس أمر يتطلب جهد ليس بقليل ويحتاج إلى فريق عمل متكامل، ذلك لأننا نعيش مشكلات تعليمية متنوعة ومتعددة وتحتاج إلى خبراء في شتى المجالات لرصدها والعمل على حلها، ومن الممكن أن نتناقش ونتبادل الآراء حول المشكلات التعليمية التي نعاني منها في المدارس ومن الممكن أن نقبل حلولاً على فترات زمنية طويلة شريطة ألا تتحول المدرسة إلى بيئة للقهر والإذلال والظلم والاضطهاد وفرض السيطرة والهيمنة على التلاميذ الضعاف فهذا ما لابد أن نقف أمامه فوراً ونتساءل ماذا يعني ذلك ؟. نعم لقد أصبحت بعض المدارس مكاناً وبيئة خصبة لبعض التلاميذ لفرض وصايتهم وسلطتهم على تلاميذ آخرين أقل منهم في ناحية معينة، تلميذ يتلذذ بإيلام الآخرين وتلميذ آخر استسلم وارتضى الذل والمهانة لأنه يعلم تماماً أن أحداً لن يفيده ولن ينقذه، وتلميذ آخر تترسخ في معتقداته أننا نعيش في زمن الذئاب وغير ذلك من التشوهات المعرفية الخطيرة، فهل سألت نفسك يوماً عزيزي الأب لماذا يكره ابني المدرسة ؟ أو هل سألت نفسك لماذا يعاني من تدنى مستواه التحصيلي ؟ هل فكرتم للحظة أيها الآباء ما إذا كان ابنكم ضحية لزملائه في المدرسة أم لا ؟. إن هذا الفصل الذي بين أيدينا يتناول بشكل نظري ظاهرة من الظواهر التي باتت تخيم على بعض المدارس بل وعلى بعض الجامعات بل وأكثر من ذلك لتمتد إلى حياتنا بشكل كامل وهي ظاهرة سلوك المشاغبة Bullying Behavior.