كتاب "(الخطر القادم) سلوك المشاغبة في البيئة المدرسية" نظمت محتوياته في ثمانية فصول عرضت بشكل مبسط لتساعد الوالدين والباحثين القادمين في مجال علم النفس والصحة النفسية و كل من له علاقة بالعملية التعليمية.
أنت هنا
قراءة كتاب (الخطر القادم) سلوك المشاغبة في البيئة المدرسية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
(الخطر القادم) سلوك المشاغبة في البيئة المدرسية
الصفحة رقم: 10
الطبيعة الخفية للمشاغبة:
تنتعش المشاغبة في ثقافة السرية، لذا فهي تعتبر مشكلة خفية لأن ضحاياها لا يبوحون بمشكلاتهم لذويهم، اعتقادا منهم أن الحل في الكتمان، لأن كشف المشاغب أمام المدرسة ربما يزيد الطين بلة ويجعل المشاغب يستنفر جل طاقته انتقاما من الضحية، ونظراً لأن بعض التلاميذ أو الأطفال في سن المدرسة لديهم القدرة ويجيدون إخفاء مشاعرهم فإن الفرصة لا تسنح لذويهم للإطلاع على المشكلة إلا حينما يبدأ ابنهم فجأة في إظهار تذمره وعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة أو عندما يتظاهر ويحاول بكل الطرق تحاشي الذهاب إليها. إن معظم ضحايا سلوك المشاغبة يمتنعون عن إخبار أي أحد عنها، ففي الاستطلاع الذي طبق على بعض تلاميذ المرحلة الثانوية وجد أنه من بين 81% من التلاميذ ذكروا أنهم شاهدوا موقف مشاغبة أو تعرضوا لها. قام 21% فقط منهم بالإبلاغ عنها لراشد، وحوالي 30% منهم قد تجاهلوا الموقف تماما ولم يتخذوا أي موقف حيال المشاغبة، ونسبة مقاربة لتلك النسبة اعتقدت تماما انه لا يمكن وقف المشاغبة ولا توجد أية استراتيجية يمكن من خلالها التعامل مع المشاغبة. إن التلميذ ضحية سلوك المشاغبة يمتنع عن إخبار أي أحد عن ما يحدث له من قبل أقرانه في المدرسة نظراً لشعوره بالخجل والإحراج اللذين يمنعانه عن الإفصاح عن مأساته الدائمة، وهذا يكفل للمشاغب الاستمرار في مشاغبته بأمان، ومن الجدير بالذكر هنا أن عدم التوازن في القوى بين التلميذ المشاغب والتلميذ الضحية هو جزء من دينامية المشاغبة، وهذا يضمن عدم الإخبار عنها، كما توجد عدة أسباب تجعل التلاميذ الضحايا لا يخبرون معلميهم أو ذويهم عن ذلك، وهذه الأسباب معقدة ومركبة ويمكن إجمالها في النقاط التالية:
1- يخاف التلاميذ ضحايا المشاغبة من تكرار البطش بهم حينما يكشفون المشاغب أمام المدرسة.
2- يعتقد التلاميذ ضحايا المشاغبة أن كشف المشاغب والإبلاغ عنه سيؤدى إلى عزلهم بشكل أكبر.
3- يأمل التلاميذ ضحايا المشاغبة في أن يحبهم المشاغب في يوم من الأيام نظير عدم البوح عنه.
4- يؤمن التلاميذ ضحايا المشاغبة بفكرة مؤداها أن المعلمين لا يستطيعون فعل شئ حيال المشاغبة لكي تتوقف.
5- لا يريد التلاميذ ضحايا المشاغبة إزعاج آبائهم.
6- يعتبر التلاميذ ضحايا المشاغبة الوشاية بالأقران أمراً سيئا وغير مقبول اجتماعياً.
7- يشعر التلاميذ ضحايا المشاغبة بأنه في نهاية المطاف سيلقي عليهم اللوم.
8- يخاف التلاميذ ضحايا المشاغبة من إخبار آبائهم لأنه ربما يصل ذلك إلى إدارة المدرسة وبالتالي ستصبح المشاغبة أكثر سوءاً.
هذا واتفق كل من ميشيل Michael (1996)، ونايرن وسميث Nairn & Smith (2002) وجاجر Jaeger (2003) على أن المعلم يسهم بشكل أو بآخر في أن تنتعش المشاغبة بصفة خفية، وذلك لأن بعض المعلمين لا يقدرون خطورة المشاغبة التي يعاني منها بعض التلاميذ في المدرسة، وبعضهم الآخر يقر بأنه غير مدرك لوجود هذا السلوك، وبعض آخر يجزم بأن ظاهرة سلوك المشاغبة ليست موجودة إطلاقاً وإن إدارة المدرسة مسيطرة على الوضع.