أنت هنا

قراءة كتاب الجمهورية - المدينة الفاضلة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجمهورية - المدينة الفاضلة

الجمهورية - المدينة الفاضلة

كتاب "الجمهورية - الميدنة الفاضلة"؛ زخر العصر اليوناني بعدد من الفلاسفة الذين أثروا الفلسفة بأفكار جديدة، وأطروحات رائجة، كسقراط وأفلاطون وأرسطو، وممن نال شهرة  كبيرة أفلاطون: أنبغ نوابغ الفكر، وأشهر الحكماء؛  فكانت أكاديميته واحدة من أربع مدارس تركت أعظم ا

تقييمك:
3.666665
Average: 3.7 (3 votes)
الصفحة رقم: 8
في حوارات هذه الفترة طور أفلاطون نظرية (الشكل) أو (الهيئة) المتعلقة بالأمور الطبيعية. ويفسر أفلاطون الشكل بأنه المبدأ الذي يشرح كون الشيء شيئا، وكيف يكون الشيء شيئا، وما هي المتطلبات التي يجب أن تتوفر لكي تتضح معالم الأشياء. والشكل الخير أو الصحيح يتمتع بميزة فريدة تجعل منه مسؤولا عن الوجود وعن فهم العالم بشكل واضح. كما تتناول أعمال هذه الفترة تفسير (الفهم) نفسه بأنه الحكم على وجود الشيء بشكل حقيقي وواقعي وليس بأخذ فكرة عابرة عنه. وتتناول هذه الأعمال أيضا الحب والموت، فالحب هو انجذابٌ خلاقٌ نحو الجمال والخير، والموت هو انفصال الروح عن الجسد. 
 
3- الحوارات المتأخرة: وهي التي كتبها بعد عودته من (صقلية) ونرى فيها شخصية سقراط تتراجع إلى الخلف، لتظهر شخصيات أخرى جديدة كما في كتاب (السفسطائي والسياسي) حيث تظهر شخصية زائر مجهول الاسم من مدينة (إيليا). ويبين السفسطائي، أي المنظر، كيف أن الفهم المناسب لمظهر الشيء يعتمد على كون الشيء موجودا أو غير موجود، وعلى العلاقة بين الجزئيات والأشكال الكاملة. وتتضمن حوارات هذه الفترة أيضا كتابا عن أصل وطبيعة الكون، وكتابا عن موقع المتعة في الحياة السعيدة، كما تتضمن أيضا كتاب (الشرائع) الذي يعتبر أطول وآخر أعمال أفلاطون، وفيه يضع أسس إنشاء المدينة الفاضلة.
 
وتتركز عقيدة أفلاطون بشكل عام حول فكرة (العقل) بأنه القوة القادرة على كشف المفهوم والنظام اللذين يحكمان العالم المتغير المظاهر، وعلى خلق الحياة المنسجمة السعيدة بين الحكومة والشعب. وبينما كانت نظرة سقراط بأن الفضيلة هي شكل من أشكال الفهم، وأن المعرفة هي السبيل إلى الحياة السعيدة، فإن نظرة أفلاطون هي أن التعليم الفلسفي يجب أن يهدف إلى خلق الانسجام بين العقل والعاطفة، وان الحياة السعيدة هي التي يكون فيها الإنسان سيد نفسه والتي يحكم العقل فيها إرادته لا كشيء دخيل عليها وإنما كدليل ومصدر طبيعي يهدي ويغذي تلك الإرادة.
 
يجدر بنا أن نشير هنا إلى أن أفلاطون كتب كتبه بطريقة فنية رائعة، فهي أشبه ما تكون بالمسرحيات، ولذا عرفت في تاريخ الفكر الفلسفي بالمحاورات، أو محاورات أفلاطون - كما قدمنا - وكل محاورة يتحدث فيها شخصان أو أكثر ليدخلوا في موضوع فكري عميق، يكون سقراط هو بطل المحاورة، فهو الناطق بفكر أفلاطون، أو أن أفلاطون هو الذي يجعل من سقراط راوية لأفكاره، وهو يسجل تلك الآراء. 
 
شخصية أفلاطون إذن تختفي وراء فكر سقراط، مع أننا نعلم علم اليقين أن سقراط لم يكتب شيئا من آرائه الفلسفية، سقراط وأفلاطون إذن شخصان كأستاذ وتلميذ، ولكن الفكر واحد، إننا لا نستطيع أن نقرر بالضبط فيما إذا كان أفلاطون قد دون كل أفكار سقراط، وكأنه سجلها تسجيلا، أم أن أفلاطون قد تشبع بآراء أستاذه سقراط وكتبها على هيئة محاورات. 
 
من ناحية أخرى يمكننا أن نتساءل: هل إن الفلسفة الواردة في كتابات أفلاطون هي فلسفة سقراط، أم أن أفلاطون قد جعل من سقراط شخصية مسرحية كي يروي على لسانه أفكاره الفلسفية؟ الحقيقة أن هذا التساؤل ينتهي بنا إلى القول إن سقراط وأفلاطون شخصان في فكر فلسفي واحد يكتبه أفلاطون السقراطي، ويرويه سقراط الأفلاطوني. 

الصفحات