كتاب "الجمهورية - الميدنة الفاضلة"؛ زخر العصر اليوناني بعدد من الفلاسفة الذين أثروا الفلسفة بأفكار جديدة، وأطروحات رائجة، كسقراط وأفلاطون وأرسطو، وممن نال شهرة كبيرة أفلاطون: أنبغ نوابغ الفكر، وأشهر الحكماء؛ فكانت أكاديميته واحدة من أربع مدارس تركت أعظم ا
أنت هنا
قراءة كتاب الجمهورية - المدينة الفاضلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
أولاً: المحاورات التي ناقش فيها آراء سقراط مستعيرًا لهجته في البحث والمنطق، فالجزء الذي من إنشائه هو أول ما كتب، وفيه يتكلم عن بعض المسائل الأخلاقية كالصداقة وقوة الاحتمال، ويعتور تلك المقالات من عدم التناسق والضعف ما يدل دلالة واضحة على أنها كتبت في أول عهد الفيلسوف بالكتابة،
ثانيًا: ردوده المختلفة على السفسطائيين بنقد ظاهر آرائهم فيما يتعلق بتأثيرهم فيمن حولهم أو بمناقضة سقراط لهم، ثم يناقش رأي سقراط في الفضيلة القائل بأنها معرفة تعلم كبقية المعارف.
ثالثًا: معارضته فكرة الفضيلة عند السفسطائيين المبنية في الشعور الذاتي الذي يتطلع إلى السرور لأن الفضيلة - في رأيه - ليس لها غاية خارجة عن ذاتها فينبغي أن يحل الخير محل السرور كقاعدة أخلاقية.
فلسفة الطور الثاني
درس الفيلسوف في ذلك العهد فلسفة الآليين والفيثاغوريين مما أنضج فلسفته الخاصة وأوحى إليه بأعظم الأسئلة الفلسفية وأهّله لتحرير الفلسفة السقراطية من قيود الحياة العملية، ولم يقصر بحثه في الأخلاق بل ترك العنان لفكره يحلق في أجواء المعرفة باحثا عن جذورها الأولى الموضوعية، متأثرًا في ذلك بطريقة سقراط التي تجعل من أجزاء البحث نظامًا عامًا، معارضًا فكرة بروتاجوراس السفسطائي الذي يبني قوانينه الأخلاقية وغيرها على أساس ذاتي، وكان من نتيجة بحثه أن توصل إلى معرفة نظرية الأفكار لأنه فهم أن الأفعال نتيجة المعرفة التي هي نتيجة بدورها للأفكار.
فلسفة الطور الثالث
وفيه تتمة فلسفة الطور الأول الأخلاقية مضافا إليها بحث عميق لمسائل الطور الثاني، وانتهى من ذلك بأن كون نظامًا فلسفيًا عامًا كان الأول من نوعه في تاريخ الفكر الإنساني، وبحث فيه أبحاثا اجتماعية تصور فيها الأمثلة العليا للحكومة والمجتمع.
ومجمل القول إن فلسفته تتضمن علومًا عملية وأخرى نظرية. ولعل تقسيم أرسطو لفلسفته إلى فلسفة طبيعية ومنطقية وأخلاقية أصدق التقسيمات لأنها حصرت آفاق أبحاثه في هذه الفروع الثلاثة، ويلاحظ أنها في كتبه ممتزجة لا تمايز بينها، غير أن الجمهورية يغلب عليها البحث الأخلاقي، وتيموس تنطبع بطابع البحث الطبيعي.