أنت هنا

قراءة كتاب الجمهورية - المدينة الفاضلة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجمهورية - المدينة الفاضلة

الجمهورية - المدينة الفاضلة

كتاب "الجمهورية - الميدنة الفاضلة"؛ زخر العصر اليوناني بعدد من الفلاسفة الذين أثروا الفلسفة بأفكار جديدة، وأطروحات رائجة، كسقراط وأفلاطون وأرسطو، وممن نال شهرة  كبيرة أفلاطون: أنبغ نوابغ الفكر، وأشهر الحكماء؛  فكانت أكاديميته واحدة من أربع مدارس تركت أعظم ا

تقييمك:
3.666665
Average: 3.7 (3 votes)
الصفحة رقم: 9
فلسفة أفلاطون
 
في فترة البؤس التي تلت حروب البلوبونيز وفي السنة التي مات فيها بركليس (429 ق.م) ولد أفلاطون في أسرة نبيلة وقد تربى تربية أمثاله من أبناء النبلاء، ومن الغريب أنه لم ينهج نهج أقرانه الشرفاء في الحياة، فلم تجذبه الحياة السياسية بسلطانها وجبروتها ولم تخدعه ظواهر الأرستقراطية والألقاب وغيرها مما يتطلع إليها الشبان عموما وأبناء الطبقة العالية خاصة، فلقد احتقر كل ذلك واطمأن إلى العزلة الفلسفية، ولما بلغ العشرين صحب سقراط وتولد بينهما ما يتولد عادة بين الفتى المجتهد والمعلم العظيم، وقد تأثر أفلاطون بسقراط ليس فقط في آرائه ومعتقداته وإنما في حياته وأخلاقه، ولا يخفى أن سقراط كان مثالا طيبا للرجل القوي الإرادة القادر على كبح أهوائه، المتبع في الحياة آراءً وقواعد لا يحيد عنها ولو تجرع كأس السم القاتل.
 
وبعد موت سقراط قام أفلاطون بعدة رحلات طويلة زار فيها ميغاريا ومصر وغيرهما وقد أفادته هذه الرحلات فائدة جمة، ففضلا عن أنها أكسبته خبرة بالناس والأخلاق وعادت على نفسه بالمتعة واللذة فإنها هيأت له فرصة التعرف إلى الفلسفات القديمة والحديثة كالفيثاغورية والميغارية وغيرهما مما كان له أكبر الأثر في حياته الفلسفية، وعاد أخيرًا إلى أثينا وهو في الأربعين حيث التف حوله طلبته وأخذ يلقي دروسه في الأكاديمية، وخيم السكون والتفكير على حياته زمنًا طويلا، ثم قام برحلتين أخريين قطعتا عليه حبل التفكير والسكون إلا أنه عاد إلى أكاديميته يستأنف حياة التفكير والتعليم، ولم يكدر صفوه في أخريات أيامه إلا الانقسام الذي نشأ في مدرسته والذي يعد أرسطو مسؤولا عنه، وبينما كان منهمكا في الكتابة - أو في حفلة عرس على قول آخرين - صعدت روحه في رفق وهدوء كأنما أخذه بالعين إغفاء.
 
ونستطيع أن نقسم فلسفة أفلاطون إلى ثلاثة أقسام تبعا لأطوار حياته المختلفة: أولها طور تعلمه، وثانيها طور رحلاته، وثالثها طور تدريسه.
 
فلسفة الطور الأول
 
تتأثر فلسفته هنا بفلسفة سقراط تأثرًا ظاهريًا ، فهو يحاول أن ينشئ أصولا عامة مطلقة للأخلاق ناهجًا نهج معلمه في معارضة السفسطائيين، ويعترضنا في منطق البحث كتابه (فيدروس) لأنه إن صح أن أفلاطون وضع ذلك الكتاب في ذلك العهد لحق القول بأنه توصل لمعرفة صفوة آرائه - كاعتقاده بسابق وجود الروح مثلا - وهو لا يزال شابًا، أما إذا أسقطنا (فيدروس) من بحثنا فيظهر لنا من تطور عقليته: 

الصفحات