رواية "حورية الماء وبناتها"، هذا العمل هو الكتاب الأربعون في سلسلة الأعمال الشعرية والروائية التي أصدرها سليم بركات طيلة حياته الإبداعية التي بدأها قبل أكثر من أربعين عاماً ومازال مستمراً في هذا العطاء. رواية ‘حورية الماء وبناتها’، ‘رحلة في سفينة سياحية.
أنت هنا
قراءة كتاب حورية الماء وبناتها
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
قرَّبت آتيما وجهها من جوف السلة· عضَّت على قصبة الغليون بأسنانها، ومدَّت يدَها، في تردُّدٍ، إلى حيث الأجساد الملساء· تمتمت:
- أليست سامَّة؟
.أكنتُ دعوتُك إلى لمسها، أيتها الفتاة؟.، قالت سيدارو·
تجرَّأت آتيما· أمسكت بيدها ثعباناً من السبعة الصغار، الملتَّفةِ بعضها على بعض، صفراءَ شديدةِ الصُّفرة بعيون حمراء· نَضْنضَ الثعبانُ بلسانه المشقوق حرْفيْنِ من معاني حواسِّه الثماني·
.أترين، ياآتيما؟ إنَّهُ يتذوَّقُك.، قالت سيدارو بصوتها المُدَاعِب·
نظرت الفتاة إلى الثعبان الصغير مليًّا يلتفُّ، في ليْنٍ، على معصمها· رفعت عينيها إلى بارو: .شقيقُك يشبهك. أدارت وجهها صوبَ سيدارو:
- أهذا ذَكَرٌ؟
.نعم· أولادي، كلُّهم، ذكورٌ.، ردَّت المرأةُ ذات البنطال الأسود الضيق، والقميص الأحمر مخطَّطاً رماديًّا·
.لماذا تصحبيْنَ هذه الثعابين معك؟.، ساءلتها الفتاة الصغيرة·
.مع مَنْ أترك أولادي الخجولين، ياآتيما؟.، ردَّت سيدارو بصوتها الهادئ·
وضع الرجل، الذي نطق بارو باسمه قبل برهة، يده على كتف الفتاة الصغيرة: .بمَ يقنعُك صديقي بارو، أيتها الجميلة؟ أنا هِيْزْ· شكراً للكلمات دلَّتني على خسارتها كي أنجو منها باقتسامها بيني وبين الله.، قال ذو الشاربين البنِّيين الرقيقين، والعَنْفَقَة الصغيرة بين شفته السفلى وذقنه·
.لا يُقنِعها بشيء، يا هيز.، ردَّت سيدارو نيابة عن ابنها· غمزت الفتاة بإحدى عينيها الشهلاوين:
- إنه الشاعر هيز· لا تُصغي إليه·
ابتسمت آتيما للرجل المتوسط الطول، الممتلئ في قميصه القطني، السميك، فوق بنطال رمادي:
- ماالذي قلتَه قبل قليل؟·