رواية "القادم من القيامة"؛ عنوان ينقلك الى السماء مباشرة الى عالم الغيب، ويظهر ذلك جليا من خلال الرسم التعبيري على غلاف الرواية، حيث يقف انسان في ظل شجرة وهو ينظر الى غيمة في السماء.
أنت هنا
قراءة كتاب القادم من القيامة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
- أعود، لماذا أعود؟
- يجب أن تعود من أجل الجميع ومن أجلي·
- إلحق بي أنت سأوفر لك عملا، إلحق بي وستنسى كل شيء·
- لا أستطيع، لا يستحق شيء في الحياة هذا التعب والمغامرة·
- إذن قضّي حياتك بانتظار الموت·
- دائما تبدو كحمار كبير·
- أنت تقول ذلك؟!
- سامحني· لكنك تصر على الثبات كحجر·
- هل تنكر أنك تحن إلى بيت جدتك، وإلى قبر صديقنا، وإلى جبل الصنوبر، والسهرات الرائعة بانتظار الجنيات والصباح··
- لا أنكر، لكن سنوات طويلة مرت وأنت على حالك، تقول لي إننا بلغنا الأربعين·
- إنني انتظر الموت كمن يقف على رجل واحدة بانتظار الوصول من رحلة حافلة قصيرة، هل تتخيل أنه مضى على سفرك أكثر من عشر سنوات، وعلى رحيل صديقنا خمس عشرة؟
- لا أنكر لكن خلال هذه السنوات أنجزت الكثير، لدي كثير من الأموال والصديقات، الزحمة في يومي لا تترك لي مجالا لكل ذلك، لكن رسائلك وحدها هي التي تذكرني، بكل ما حدث·
ترى بماذا يحسُّ صديقنا الآن، هل يستشعر الوحل والبرد على قمة ذلك الجبل؟ هل تحول إلى تراب أم إنه عظام، هل يعرف أنني أفكر فيه الآن؟ كم أتمنى أن أحلم به ولو لمرة واحدة، ساوصي بدفني إلى جانبه· لم يبق شيء، لقد مرت السنوات جميعاً كتلك الغيمة، بعد غيمة أخرى سأكون على مشارف الستين، سأوصي بدفني إلى جانبه حتى لا أكون وحيدا في مماتي، لقد تغيرت ملامح وجهي، لم أكن في السابق أرى صلعتي كما الآن، ولم يكن وجهي ممتلئا وضخما، لقد غارت عيناي في بحر من الشحم، وبرز أنفي بشكل كبير، بعد أن خف الشعر أعلى جبهتي، معقول أنني عشت تلك السنوات بالفعل؟