أنت هنا

قراءة كتاب سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

كتاب سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟، نحن الآن تحت الحصار، حصار الإرهاب.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
الإرهاب ليس مشكلة ولكنه نتيجة لمشكلة
 
كان لا بُدَّ من أن يظهر الإرهاب في العالم العربي على هذا النحو الذي نشهده الآن، بل كان من المنتظر أن يظهر أشد قسوة وشراسة!
 
فالإرهاب ليس هو المشكلة، ولكنه نتيجة لمشكلة·
 
ومشكلة العالم العربي بعد الاستقلال كانت (حُكم الاستغلال)·
 
ولقد كان الإرهاب قائماً في الجسم العربي كالفيروس الذي يحتاج إلى بيئة مناسبة لكي يظهر ويطفح كبثور الحُصبة على الجسم العربي· والفيروس هو الضعيف القوي· فالإرهاب هو سلاح الضعفاء وليس سلاح الأقوياء،كما قال المهاتما غاندي (جريدة الهند الفتية، 1920)· وأن هذا الفيروس كان في بيات طوال الفترة السابقة منذ عشيات الاستقلال حتى الآن، وتولي أبطال الاستغلال بعد الاستقلال الحكم في أجزاء من العالم العربي· وتكوّنت فايروسات هذا الإرهاب الذي كان ليس نتاجاً للقوة، ولكنه دليل على غياب القوة، كما يقول رالف اندرسون· وغياب القوة هذا - الذي أتاح لفيروسات الإرهاب بالظهور كالطفح الجلدي في العالم العربي على هذا النحو الذي نشهده الآن - هو غياب قوة العدالة، وغياب قوة الديمقراطية، وغياب قوة الثقافة، وغياب قوة القيم الإنسانية، وغياب قوة التغيير· فيما اعتبر البعض أن الإرهاب هو التغيير، وهذا صحيح· ولكن هذا الإرهاب يمكن أن يُغيّر العالم العربي إلى عالم أكثر عنفاً مما مضى·
 
لقد سبق لمارك توين أن صنّف الإرهاب إلى نوعين : النوع الأول، يرتكب الجريمة بالعواطف الجياشة حوله· والنوع الثاني، يرتكب الجريمة بدم بارد· والإرهاب الموجود في العالم العربي الآن هو من النوع الأول الذي يرتكب الجرائم بعواطف جياشة يبديها الإعلام العربي والكتّاب العرب ورجال الدين العرب والسياسيون العرب· وتكون هذه العواطف الجياشة مصحوبة بالدعاء إلى الله أن يبارك الإرهابيين ويُسدد خطاهم· فهل بعد هذه الأمراض في العالم العربي توجد أمراض فتاكة أخرى يمكن أن تصيب جسم أمة من الأمم في مطلع الألفية الثالثة، وفي عصر الانترنت والعولمة والعَلْمانية وغزو الفضاء وانهيار الديكتاتوريات العربية والغربية، وانتهاء الحرب الباردة·· الخ؟
 
ويجب أن لا يغيب عن بالنا بأن الإرهاب في معظمه إنجاز عربي بكل فخر واعتزاز· وأن كثيراً من الكتّاب والمثقفين العرب يعتبرون الإرهاب وضحاياه أهم ما أنجزه العرب وقدموه للعالم في النصف الثاني من القرن العشرين، ومطلع القرن الحادي والعشرين·
 
حتى الإرهاب لم يوقظنا من سباتنا العميق
 
الإرهاب، ككل كارثة سياسية أو طبيعية أو عسكرية في العالم، حلّت بالشعوب على مرِّ التاريخ، فأيقظت بعضاً ممن كان ينتظر الفجر بفارغ الصبر، ولم تستطع إيقاظ البعض الآخر ممن كان نومه ثقيلاً، وسباته عميقاً، وشخيره عالياً· فالقنبلة النووية مثلاً التي ألقتها أمريكا في 6/8/1945 على هيروشيما لكي تُرهب بها الشعب الياباني وقوته العسكرية، أيقظت الشعب الياباني من سباته العميق، في ليل العسكرتاريا الطويل والحالك، وجعلته يفكر جيداً بما عليه أن يفعل في المستقبل· والنكبة الفلسطينية مثلاً، وإرهاب الهيجاناه الإسرائيلية ومنظمة شتيرن والجيش الإسرائيلي، وما تبعها من حروب دامية مع اسرائيل وعلى رأسها حرب 1967·· كل هذه النكبات التي حلّت بالعالم العربي منذ أكثر من نصف قرن لم تستطع إيقاظ الشعب العربي من سباته الطويل، وتضع أمام ناظريه التغيرات السياسية والدولية التي حدثت في العالم، وضرورة الاستجابة لها·
 
فهل يمكن للإرهاب الدائر الآن في العالم العربي، والنابع منه، والمُصدَّر إلى العالم بمباركة بعض فقهاء الدين وبأختامهم الشرعية، أن يكون المؤذِّن الذي يؤذِّن لصلاة فجر الحرية والديمقراطية والتغيير في العالم العربي؟

الصفحات