"ماري حمالة الحطب"؛ عمل روائي للكاتبة اللبنانية هنادي غزاوي الصلح، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ومسرح الرواية هو لبنان.
أنت هنا
قراءة كتاب ماري حمالة الحطب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
- كفى نور، لن أصغي إليك، أخبريني فقط ما سرّ هذا الجمال ؟
- التقيت بجنان وعماد في (Le Procope) وهو مطعم صغير اعتدتُ زيارته كلما جئت إلى باريس، وأصرّ عماد على أن أجلس لتناول الغداء معهما·
- وجنان ألم تمتعض من دعوته لك؟
- تعرفين جنان، فهي باردة كالثلج، لا حياة فيها ثم إنني لا أحتمل امرأة بلا دفء أو عاطفة، وبالطبع فلقد امتعضت من الدعوة وشعرتْ إنها غير قادرةٍ على أن تفعلَ شيئاً سوى القبول على مضضٍ·
- أخبرني أحمد أنهما على خلاف وقد استغربتُ سفرهما معاً إلى باريس، كما أخبرني أن عماد تربطه علاقة حبّ مع ناديا· كل بيروت تعلم بأمرهما·
- لاحظتُ بالفعل كم كان مشتّتاً أثناء الغداء، كما أن عينيه بدتا حائرتين ولقد اعتذر مرات عدة خلال ذلك متذرعاً بحجج مختلفة ليردّ على هاتفه بعيداً·
قالت بلهجةٍ مستنكرةٍ:
- تعتقدين أنها تجرؤ على الاتصال به وهو مع جنان؟ أشكّ في ذلك·
- على كلّ حال، عماد ليس هو عماد ذاته الذي أعرفه، فخلف عينيه يسكن ألف سؤالٍ وبريقٍ صامت، الآن عرفت سرّهما وما يجول في خاطره هو تحديداً·
- وجنان، كيف بدتْ؟
- تمثالٌ مرسومٌ بعنايةٍ فائقةٍ، بوسعك تلمّس ذلك من خلال زيّها وحليّها وتسريحة شعرها، ولكنها تفتقد إلى الحياة، كانت تبدو وكأنها خرجت من ردهة متحفٍ ما، أكثر منها امرأة برفقة زوجها على وجبة غداء، انهالت عليّ بكل أنواع النقد وكأنها تنتقم من النساء كلهنّ بشخصي، لم تترك شيئاً إلا وتحدثتْ في شأنه، حتى السواد أشارت إليه بضيقٍ وقررتْ من دون أن ترجع إليّ أنه ليس بالأسود الجميل·