"ماري حمالة الحطب"؛ عمل روائي للكاتبة اللبنانية هنادي غزاوي الصلح، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ومسرح الرواية هو لبنان.
أنت هنا
قراءة كتاب ماري حمالة الحطب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
- وأنت تصغين أليس كذلك؟ لو كنتُ بمثل هذا الموقف لغادرتُ المكان على الفور·
- أصغيت مشفقةً عليها، لأنني أعرف مكنونها الفارغ الأجوف، وكأنها مومياء محنّطة·
- هو أراد لها أن تكون كذلك، سيدة جميلة يتباهى بها كالطاووس حين يكون مدعواً في مكان ما·
- لا، حتى لو أرادها جميلة، لكنه في الوقت ذاته أرادها أن تفهم حبه ولغته معها، إلا أنه بدا كمن يتكلم الصينية وتجيبه عن شيء آخر بالفرنسية، إنها تقسو عليه وتجرحه· قال لي يوماً:
- تصوري نور لم أرَ جنان تبكي مشفقةً على أحدٍ، حتى موت أقربائها لم يبكها، حجر صوانٍ لا يرشح·
بعد انتقاداتها اللاذعة تأثرتُ كثيراً لأنني استيقظت فجأة على كلماتها تعريني، ولكني صالحتُ نفسي وأرجعت الأمر إلى أحقادها تجاهي التي لا يمكن فهمها، وأخذتُ العنوانين التي أغدقت عليّ بها تباهيا كأنها تطلعني على سرّ نفيسٍ لأتصل فور انتهاء الغداء محددة مواعيدي·
- تبدين جميلة، جميلة لا تكفي وحدها، بل لأكون منصفة أكثر أقولُ جميلةً ورائعةً·
- في كلّ موعدٍ كان طيفه يحوم حولي وكأنه يوبّخني لأنني أقبلت ثانية على الحياة أو كأنه يقول لي: أحبك كما أنت·
- وأنتِ؟ هل تحبين نور، أعني هل تحبين نفسك؟
- أحبّها بالطبع
- لا لم تحبيها يوماً، كيف تؤكدين الإجابة وأنتِ في كلّ يومٍ تطلقين عليها الرصاص وتصيبينها بألف إطلاقة·
- الكل يجد سعادته بمقدار· قلتُ ذلك بهدوء وبطء·
- وكيف تصفين السعادة؟