أنت هنا

قراءة كتاب الديك والدجاجة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الديك والدجاجة

الديك والدجاجة

في كتاب "الديك والدجاجة" لا يستطيع الكاتب والأديب فخري قعوار مفارقة أسلوبه الساحر حتى لو أراد أن يقول كلاماً جاداً، كأن يشرح العلاقة الشائكة بين المرأة والرجل، ورغم روح السخرية الطريفة، إلا أنني على قناعة بأن لا وصف لتلك العلاقة يشبه وصف ذلك العنوان المختصر

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 5
تحية إلى روح الوفاء وروح آيات!
 
حين نتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة ونطالب بها، فإن علينا أن نسعى إلى إنجاز ذلك، والسير بخطوات واثقة وصحيحة نحو هذا الهدف، ولا يحق لأي منا - ولا أقول للجميع - أن يقول إن التصرف الفلاني من حق الرجل، في حين أن التصرف ذاته ليس من حق المرأة·
 
أي أن دعاة المساواة، يجب أن يفهموا جيداً وبكل وضوح أن المرأة مخلوقة مؤنثة، لكن حقوقها وواجباتها على جميع الصُعد يجب أن لا تختلف عن حقوق الرجل وواجباته على الصُعد إياها·
 
فإذا قلنا إِن من حق المرأة أن تعمل في كل المجالات التجارية والوظيفية والسياسية والثقافية والإجتماعية، وأن تمارس دورها الوطني والقومي بنفس القدر المتاح للرجل، فلا يصح بأي حال من الأحوال أن نقول إن هناك إستثناءات، وأن الرجل هو القائد الوحيد للأسرة، وهو الزعيم الإجتماعي والسياسي لعائلته، وهو صاحب الرأي الحاسم والقاطع دون سواه من الأبناء والبنات والزوجة··· إلخ، لأن هذا يتناقض مع الدعوة إلى المساواة، ويؤدي إلى تصنيف كل من يفكر بهذه الطريقة أو بمثلها في خانة التخلف الفكري والثقافي والإجتماعي·
 
ولا شك أننا ينبغي أن نحترم كل الآراء، ونقدر كل وجهات النظر، ولكن من حقنا ومن حق الجميع أن نعلن عدم موافقتنا على أي رأي أو وجهة نظر، لا تنسجم مع دعوتنا للمساواة بين الرجال والنساء·
 
وحسب ما تقدم، فإنني أختلف مع الشيخ الجليل والزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين المعروفة بإسم حماس، سماحة أحمد ياسين الذي أدلى بتصريح إثر قيام وفاء إدريس بعملية إستشهادية عظيمة، قال فيه: أن على هذه الفتاة أن يرافقها (مَحْرَم)، ولا يجوز أن تقوم بالعملية التي قامت بها لوحدها· ومن المرجح أو شبه المؤكد أن وجهة نظره هذه تنطبق أيضاً على الإستشهادية الأخيرة آيات الأخرس، التي فجرت نفسها ضد الصهاينة، وضحت بكامل حياتها، وأفنت شبابها من أجل خدمة الكفاح الفلسطيني!
 
ومع أنني أقف بكل حماس وبكل تأييد لحركة حماس، التي تتصدى للإرهاب الصهيوني والإحتلال للأراضي الفلسطينية، ولجَدْع أنف شارون المحترف في العنف الوحشي وإبادة الفلسطينيين، إلا أنني لا أقف مع الشيخ الجليل في هذا الموقف، وتمنيت لو أنه لم يصرح بمثل هذا التصريح وأكتفى بالصمت، مع أنني أفضل أن يكون موقفه معاكساً لما أدلى به·
 
فنحن حين نقول إن من حق النساء أن يحققن المساواة مع الرجال، فإن علينا أن نطالب الشابات الفلسطينيات بالقيام بعمليات إستشهادية على غرار ما يقوم به الشباب الفلسطينيون، وعلينا أن نشعرهن، إذا لم يفعلن ذلك، بأنهن مقصّرات في واجبهن الوطني والقومي، وإذا لم نطالب بمثل هذا المطلب، فإن كل إدعاءاتنا بالسعي لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء تعتبر باطلة·
 
وهذه مناسبة لتوجيه التحية لروح وفاء إدريس وروح آيات الأخرس، وكل الأرواح النسائية التي سوف تقدم على عمليات إستشهادية ضد الغزاة الصهاينة، وأتمنى لهن الرحمة والخلود في الجنة، وفي ذاكرة الأمة العربية·
 
أيار 2002

الصفحات