أنت هنا

قراءة كتاب الديك والدجاجة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الديك والدجاجة

الديك والدجاجة

في كتاب "الديك والدجاجة" لا يستطيع الكاتب والأديب فخري قعوار مفارقة أسلوبه الساحر حتى لو أراد أن يقول كلاماً جاداً، كأن يشرح العلاقة الشائكة بين المرأة والرجل، ورغم روح السخرية الطريفة، إلا أنني على قناعة بأن لا وصف لتلك العلاقة يشبه وصف ذلك العنوان المختصر

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 4
زواج الفتيات المبكر ظاهرة بشعة!
 
قالت الزميلة الصحفية المعروفة سهير بشناق، أن المتغيرات الإجتماعية والإقتصادية ترفع سن الزواج للفتيات، وأن التغيُّر الإجتماعي الذي طرأ على المجتمع في السنوات الأخيرة، رافق تغيُّراً في بعض العادات والتقاليد والمؤشرات الإجتماعية، من بينها التغيّر الواضح في مفهوم الزواج، خاصة سن زواج الفتاة!
 
ورغم موافقتي التامة لما كتبته الزميلة بشناق، إلا أن ظاهرة التزويج المبكر ما زالت قائمة، وما زالت تدل على جهل بعض الآباء وشركاء حياتهم من الأمهات، وتدل على تخلفهم ونظرتهم الإستعلائية والإحتقارية للفتيات·
 
وقد تعرفت على أكثر من شاب في العشرينات قد تزوجوا من فتيات دون الخمسة عشر عاماً من أعمارهن، وهذا يعني رزمة من الإعتقادات السطحية، من بينها، أن الشاب الذي يمارس مثل هذا الفعل السيء، يعتقد أن زواجه من طفلة في مثل العمر المذكور، يضمن له نقاءها وصفاءها وبراءتها، ويضمن له توجيهها حسب ميوله ورغباته ومعتقداته· كما يضمن له خضوعها وطاعتها وإمتثالها الدائم لأوامره·
 
ولا يخفى أن زواج الفتاة المبكر، يحول دون إستكمالها لدراستها، والحصول على الثانوية العامة، ويحول - بالضرورة - دون الحصول على درجة جامعية، ويحول كذلك دون وجود فرصة للتوعية والثثقيف الذاتي، لأن الفتاة بمجرد أن يشبكها شاب بعقد زواج، تشرع بالإنشغال في الحمل والولادة والتربية والتنظيف والتعسيف وسائر الخدمات المنزلية المتعلقة بشؤون الزوج والإنجاب والبيت··· إلخ، الأمر الذي يحافظ على سذاجة الفتاة وسطحيتها، وتقهقرها العلمي والثقافي، وتراجعها الإجتماعي والحضاري·
 
وبات معروفاً لكل من يدرك أبعاد الحياة وأفاقها ومقتضيات شؤونها، أن كل والد ووالدة عليهما أن يلتزما بقهر ظروفهما، والتغلب عليها، وتعليم بناتهم في المدارس والجامعات، وتهيئتهن لمزاولة مهنة من المهن أو عمل من الأعمال، وترك إختيارهن لشركاء حياتهن من إختصاصهن وحدهن، ولا يليق أبداً أن يقوم الأب بإختيار الزوج أو رفضه أو الموافقة عليه·
 
صحيح أن تجربته الحياتية أعمق من تجربة ابنته، لكنه يبقى أبن جيل مختلف تماماً عن أبناء جيل ابنته، وجيل الشاب الذي يتقدم لطلب يدها· وهذا يقتضي أن يكتفي الأب وكذلك الأم بتقديم الرأي والنصيحة دون إلزام وإجبار على موقف محدد من شخص معين·
 
وأعود إلى الزميلة سهير بشناق لأقول، أن المجتمع الأردني قد تغلغلت فيه متغيرات عديدة وجوهرية أدت إلى رفع سن زواج الفتيات، إلا أن هذا التغلغل ما يزال طفيفاً وخفيفاً، وما زالت الظاهرة البشعة موجودة ومستمرة، وأعتقد أن من واجبنا ككتاب وكصحفيين وكإعلاميين وكمثقفين أن نبذل كل جهد ممكن لمكافحة هذه الظاهرة، من أجل القضاء عليها والغائها من حياتنا، وشطبها من مجتمعنا!
 
نيسان 2002

الصفحات