رواية "الساحلية"؛ نقرأ منها: وحيدين نقطع الطرق الملتوية بين الأزقة الضيقة الى حيث لا تخبرني نوارة.. كنت أوزع النقود على الفقراء في البيوت الآيلة للسقوط التي نقصدها، أربطها في صرة قماش مشجرة، أطرق الأبواب، وأتركها معلقة على مقابضها ونختفي.
أنت هنا
قراءة كتاب الساحلية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
الحكاية
هذه حكايتك الرمادية··
هذه معجزتك الممتدة سنينَ عجافاً··
هذه شائعتك التي روجت لطغيانها في ساعة محمومة بالشوق وموصومة بالتعب والجدال··
هي فعلاً حكايتك السمراء التي لن يصدقها بشر غيري· سوف ننسحب - أنا وأنتِ - تاركَين للحكاية السفيهة حرية الثرثرة وهوس الغثيان· سنراقب صخب غرائزنا المجنونة وتوتر عقولنا لانحرافات القلب، والمخبوء المبهر من شتى الأجناس·
هذه حكايتك المجنونة· لنتفق أولاً على أننا لا نهلوس وعلى ضرورة أن ينصت أحدنا للآخر بمنتهى الاهتمام· لنتفق قبل فوات الأوان، قبل أن يجيء وقت عصيب لا ينفع فيه الندم، ذلك قبل أن تلوث كلمــة النهايــة السوداء المساحة الشاسعة من بياض الشاشــة·
هي النهاية التي نترقبها أنا، وأنتِ، وشخصيات الحكاية المعروفون منهم والمجهولون، وجمهور الزمن الأغبياء، وصفوة رجال التاريخ، وكتب المعجزات، والإنس، ومعشر الفقراء، والبحارون المعوزون، والمضربون عن التاريخ من العمال والطلاب، والفاشلون في أعمالهم، والمراهقون الجدد الواقعون في شباك القلب، والمتأزمون في حياتهـــم التــي يحسونهــا تافهــة، والخريجون الكثيرون الذين وجدوا أنفسهم فجأة بعيداً عن آمالهم، وأتباع لا يُحصون عدداً أرادوا أن يكونوا بمحض إرادتهم الجزء الفضولي الفاتر من الحكاية الرماديــــة·
هي الحكاية التي تخصنا كلانا··
الحكاية السرمدية التي لا تجوز ملكيتها لأي طرف· هي قصتنا التي تؤرقنا· ما رأيكِ لو نتركها دون حسيب أو رقيب تعربد كيفما تشاء لعلنا نصحو معاً من غيبوبتنا الطويلة ونغادر الدوامة المخيفة سالمين· وحتى ذلك الوقت - النهاية - لنتفق بأن الحكاية مجرد أكذوبة·· أو حلمٌ مُزعج·
هذا ليس أسلوب خداع··
إنها قواعد اللعبة··