"جنة جابر" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عمل روائي يقدمه الكاتب الاماراتي الشاب عبد العزيز الزعابي؛ في مقطع من الرواية يقول الكاتب :
يا ترى ...
هل من حقّه أن يتكبر على الناس ؟
هل من حقه أن يحتقرهم ؟
أنت هنا
قراءة كتاب جنة جابر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

جنة جابر
الصفحة رقم: 1
(1)
في تلك القرية البعيدة عن الضوضاء، جميلة الهواء، لم يجد التلوث لها سبيلا، قرية جميلة بجبالها، والنهر الذي يقطع منتصفها، فيجعل منها قريتين، قرية شرقية وقرية غربية، المنازل تكاد تكون متقاربة نوعا ما، وفي بعض الأماكن متباعدة، انتشرت حظائر الأغنام والأبقار في كل مكان، أحب السكان تربيتها، فتعايشت معهم، حتى أصبحت الأغنام والأبقار شعاراً لهم، فنقودهم رسمت عليها صورة أغنام، وعلمهم رسم عليه صورة رأس بقرة، والمحال التجارية في سوق القرية وضع أصحابها صور وتماثيل لأغنام وأبقار أمام محلاتهم، أو رسموها على الجدران الخارجية للمحل والداخلية أيضا، يكاد الزائر لهذه القرية أن يسميها قرية الأغنام·
ومع توسع القرية صار البعض يسميها مدينة، فلا داعي للاسم السابق الذي ينم عن صغر المساحة، أو عدم تطور أهلها، مدينة الصوف، فبعد أن كان سكان القرى المجاورة يشترون الصوف من هذه القرية في الماضي، سميت بقرية الصوف، وها هي الآن يتمسك أهلها باسمها رغما عنهم، وبدون قصد منهم، التاريخ أراد ذلك، فأصبحت مدينة الصوف، نسبة لتجارة أهلها في الماضي·
مدينة الصوف يعيش فيها الناس على جهل مما يحدث في خارجها، فلا داعي لمعرفة الأخبار في الخارج، المهم أنهم يعيشون، بأفراحهم، وأحزانهم يعيشون، على خيارهم وأشرارهم معتادون، بأبقارهم وأغنامهم يفتخرون، فلماذا التطرق إلى معرفة المدن البعيدة؟ فهي خارج نطاق التغطية الإعلامية، التي اخترقها التجار الذين يزورون مدينة الصوف، فهذه المدينة أصبحت ولوقت قريب فقط وجهة لبعض التجار، يبيعون ما لديهم، ويشترون ما عند تجار مدينة الصوف من أصواف راقية نظيفة، ومواش من أبقار وأغنام، ولا بأس ببعض أخبار أصقاع الأرض، تصل عن طريق التجار·