أنت هنا

قراءة كتاب نحو تحقيق الأماني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نحو تحقيق الأماني

نحو تحقيق الأماني

منذ أن اطلعت للمرة الأولى على هذا الكلام في أوائل السبعينيات من القرن العشرين وهو يؤثر بي تأثيراً عميقاً· وإذ أنظر مجدداً إلى حياتي فإني أرى دائماً أنني كنت قاب قوسين أو أدنى من كارثة شخصية· إني أفكر كيف أن عالمي الخاص قد اهتز بسبب الانقلاب العراقي الوحشي ف

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
جدّاي، محمد علي ومحمدجميل:
 
إن مصطفى قد أنجب عدداً من الأبناء، وإثنان منهم هما جدّاي: محمد علي الذي ولد في عام 1781 ومحمد جميل الذي ولد بعده بعام واحد·
 
وقد خلف محمد علي والده كرئيس لبلدية كركوك وهو بسن الثلاثين وقد خدم بهذا المنصب ثلاث دورات متعاقبة· ومن إنجازاته العديدة إقامة مشروع لإضاءة الشوارع، وآخر لجمع النفايات، وإصدار أول جريدة أسبوعية في كركوك· كانت الجريدة تنشر من قبل البلدية التي أنشئ مركزها خلال عمله رئيساً لكركوك· ولعل أكبر إنجازاته كرئيس لبلدية المدينة هو تأسيس أول مدرسة للبنات في كركوك·
 
في عام 1908 أنشأ العثمانيون برلماناً منتخباً للإمبراطورية بأسرها· وبذلك جرى البدء بإدخال شكل من أشكال الحكومة يكون أكثر ديموقراطية تحت السلطان في اسطنبول· وقد جرى انتخاب جدّي محمد علي عضواً في ذلك البرلمان ممثلاً لكركوك، وهو مركز له سمعته العالية· هذا وفي تلك الأيام كانت الرحلة إلى اسطنبول لحضور جلسات البرلمان رحلة طويلة، لذلك فإن جدي قد قرر الإقامة هناك·
 
وبعد ثمانية سنوات غيّر جدي محمد علي اسم العائلة من آل قاردار إلى قيردار· وفي تلك السنة ذاتها، أي عام 1916، جرى أول اتصال بين فرع كركوك وبين آل قاردار التركمانيون وذلك حين جاءت مجموعة منهم وأقامت في كركوك ضيوفاً لدى آل قيردار·
 
وحين انتهت الحرب العالمية الأولى سقطت الحكومة العثمانية إذ كانت متحالفة مع الألمان ضد الحلفاء، وغدا العراق دولة جديدة تحت الانتداب البريطاني· وقد عيِّن فيصل الأول ملكاً للعراق في عام 1921، كما جرى إنشاء برلمان جديد في بغداد في عام 1926· إن جدي محمد علي الذي كان نائباً عن كركوك في اسطنبول قد عاد إلى العراق بدعوة من الملك فيصل وذلك لتمثيل كركوك في المجلس النيابي الجديد· هذا وبالنظر إلى إخلاصه إلى كركوك فقد فضل العيش فيها مع أخيه جميل بدلاً من العيش في العاصمة· ومن المنصف القول إنه بصفته من أعضاء مجلس النواب القدامى في بغداد ساهم في تأسيس العراق الحديث·
 
وقد استمر هذا التقليد جارياً، فبعد وفاة محمد علي في عام 1934 أصبح جميل نائباً عن كركوك· ثم أعقبه والدي في النيابة في عام 1947 وبعد أحد عشر عاماً من ذلك، أي في عام 1958 أصبح شقيقي الأكبر نائباً عن كركوك في المجلس النيابي فخدم بهذه الصفة فترة وجيزة قدرها شهران فقط حين حدث الانقلاب العنيف في عام 1958·

الصفحات