رواية "تحت سماء الكلاب"؛ إنها عمل أدبي مميز يسرد فيه صلاح صلاح حكايات الألم العراقي وتغلغل المخابرات الإسرائيلية في الأحزاب العراقية وشمال العراق.
أنت هنا
قراءة كتاب تحت سماء الكلاب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كونه لم يفكر في المستقبل واحتمالات أن يتحالف الشاه مع الحكومة العراقية ويخسر الملا مصطفى كل شيء، وهو ماحدث بعد ذلك· قبل ذلك تحالف البارزاني الأب مع السوفيت وأعلن الثورة على النظام الملكي، لكنه انهار أيضا حينما وقع في فخ الحرب الباردة وضاع في سياسات المحاور الدولية· ثم تحالف مع الاسرائيليين، ليجني خيبات أمل كبيرة ومدوية· حاولت في الطريق إلى المنزل، وفيما كانت السيارة توصل الزملاء إلى بيوتهم، استنتاج الطبيعة النفسية للكردي ومحاولة تفسير سر الانقياد السهل للقادة، حتى وإن كانوا على خطأ واضح وفاضح· في الجريدة، وبعد الانتهاء من التحرير، كنت أستغل بعض الوقت في الجلوس إلى الزملاء الأكراد، في محاولة لتلمس الطريقة التي يمارس فيها الكردي تفكيره، أو حتى أحلامه· لكنني كنت دائما أصل إلى نتيجة واحدة؛ أن الكردي في داخله إنسان مسحوق، إنسان يشعر أن القائد خائن لكنه لايثور عليه، ذلك أن القائد في نظر الكردي نوع من أنواع النبوءة، هو نبي غير معلن· في داخل الإنسان الكردي شيء زرعته الأحزاب الشوفينية بأنه إنسان من الدرجة الثالثة أو الرابعة من أجل أن تفوز هي بهذا الإنسان، ومن أجل أن تسخره لغاياتها الخاصة· عديدة كانت محاولاتي في سبر غور هذا الإنسان، لكني أعترف بأني فشلت، ذلك أنني إزاء ركام هائل من سنين عديدة من التثقيف والأخطاء المتبادلة من كل الأطراف· في يوم لا أتذكره، جمعتني الصدفة في نادي المعلمين ببعض الأدباء الكرد، كان منهم الشاعر والصحفي وآخرون امتهنوا حرفة الصحافة في وقت متأخر· جلسنا سوية لكني كنت أشعر بثمة كره ينبثق بوجهي· كان هناك إسماعيل شاكر الرفاعي الذي وصل قبلي إلى شمال العراق· بعد أنصاف ساعات من الشرب الثقيل بدأت تخرج أوجه الكره نحونا· أحد الادباء اعتبر أن أعظم كارثة حلت بالأكراد هو دخولهم في الإسلام الذي حطم الأكراد، وكان سبباً في عدم قيام دولة كردستان· أخذتني الدهشة لكن آخرين تعاطفوا مع هذا الشاعر، لم أصدق برغم الجو الرائع لصيف أربيل أن أهضم ماقاله هذا الشاعر· بقي يكرر أن مأساة الكرد الأولى سببها الإسلام، ولم أحاول التعقيب عليه مباشرة، ذلك أنه يحلق الآن في ذاتيته المفرطة· كنت أعرف على المستوى الشخصي، أن ماقاله هذا الشاعر ينم على حقيقة يؤمن بها أو يجري التثقيف بها من قبل الأحزاب الكردية، والهدف منها زرع عدم الانسجام الكردي مع الواقع والحقائق· كانت تجارة رابحة تسوقها الأحزاب لتنطلي على الجميع بمن فيهم المثقفون· المرعب هنا أن أولئك يصدقون هذه الترهات، لا بل يؤمنون بها· شعرت وقتها أن المكان عبارة عن بؤرة من الحقد لا أعرف متى تتفجر، وإن كان قد تفجر بعضها· أخذ الآخرون يسألون الشاعر عن طرق معالجة الوضع الكردي أو إعادة تشكيل الأمة