جاء هذا الكتاب على ضؤ تنامي وتصاعد تطبيق الليبرالية المتوحشة في معظم دول العالم, حيث ابهر المجتمع الانساني على واقع هذه التجربة, بعد إن تم تبليعه طعم الليبرالية معتقدا انها الدواء الشافي لكل ازمآت البشرية, والحقيقة كانت غير ذلك فهذا الطعم تبين للعقلاء انه ط
أنت هنا
قراءة كتاب توحش الضمير الليبرالي وسقوط الهيمنة الأمريكية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
توحش الضمير الليبرالي وسقوط الهيمنة الأمريكية
الصفحة رقم: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
جاء هذا الكتاب على ضؤ تنامي وتصاعد تطبيق الليبرالية المتوحشة في معظم دول العالم, حيث ابهر المجتمع الانساني على واقع هذه التجربة, بعد إن تم تبليعه طعم الليبرالية معتقدا انها الدواء الشافي لكل ازمآت البشرية, والحقيقة كانت غير ذلك فهذا الطعم تبين للعقلاء انه طعم سام وقاتل ومفتت للانسانية بل بعبارة أخرى إن هذا الفيروس نشر الجراثيم الفتاكة والامراض الخطيرة, وما زالت البشرية تدفع ثمنه, وهذا الكتاب يجيب على كافة الاسئلة التي تدور حول الليبرالية من حيث المفهوم والايدولوجية وكيفية مقاومتها واستئصالها .
وقبل إن استعرض الابواب الرئيسية لهذا الكتاب, اود إن اوضح إن الاسباب الموجبة التي دفعتني لسبر غور هذا الموضوع الشائك والمعقد والذي يحتاج إلى المراجع والمصادر العلمية التي تساعد للاطلاع على مبادئ الليبرالية بشقيها الكلاسيكي والنيوليبرالي, المهم إن الذي حرضني للكتابة في هذا الموضوع هو ما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في المقابلة الشهيرة التي بثتها وكالة الانباء الاردنية خلال السجال الفكري العنيف الذي دار على الساحة الاردنية وعبر وسائل الاعلام ما بين انصار تيار الدولة الذين يمثلون اغلبية المجتمع الاردني, وتيار انصار الليبرالية الجديدة الذين يمثلون الاقلية القليلة الحاكمة والممثلة في السلطة التنفيذية, حيث تساءل جلالته خلال المقابلة موجها كلامه للتيار المناوئ لليبرالية الجديدة قائلا " انني اسمع باستمرار عبارة الليبرالية الجديدة أو الليبراليين الجدد, ويتم تناقلها, وانا شخصيا اعتقد إن بعض الناس يستعملون كلمات كبيرة لا يفهمون معناها ", ومن هنا فقد جاء هذا الكتاب ليملئ الفراغ عن مفهوم الليبرالية بشقيها الكلاسيكي والنيوليبرالي من جهة, ويفضح هذه العقيدة الاقتصادية التي ساهمت في افقار البشرية من خلال اللجؤ إلى الوسائل المتوحشة والقذرة لاذلال الشعوب وتصفية المجتمع الانساني برمته تحت بند ما يستجد وهو الربحية أي النهب لمقدرات الشعوب الفقيرة .
وللتدليل على ما نقول فقد شاهد العالم والمجتمع الانساني آخر فصل من فصول مسرحيات الليبرالية الجديدة, وقد تابع العالمباكمله مسلسل تصدعات الرأسمالية المتوحشة, وشاهد بام عينيه ماذا جرى في اسواق المال العالمية وخاصة في منظومة مراكز الرأسمالية, وسيطلع القارئ في هذا الكتاب على حقائق مذهلة ومرعبة, ولا اخفيكم الحقيقة فاثناء اطلاعي على محنة الشعوب التي تضررت من وقع الليبرالية المتوحشة وخاصة شعوب الهند الصينية والافارقة قد جمدت الدماء في عروقي خاصة عندما اطلعت على تاريخ الليبرالية المتوحشة, ولذا جاء هذا الكتاب من خضم هذه المأساة الانسانية, واخترت له العنوان التالي " الوجه القبيح لليبرالية بشقيها الكلاسيكي والنيوليبرالي ",.
إن المجتمع هذه الايام بأمس الحاجة لمقاومة الجرثيم الليبرالية, ويجب إن تتكاتف البشرية لمحاربة هذا الخطر والذي اعتبره اخطر من انفلونزا الخنازير, وان مقاومة هذا المرض لن تتأتى من منطلق فردي بل لا بد من مواجهة كل الليبراليين وعقيدتهم العفنة ومحاصرتها, واذا تمكنا منها فلا بد من طمرها وحرقها ومحاصرة كل انصارها واستئصالهم من كافة المؤسسات الرسمية والاهلية, فهم خطر يهدد كيان المجتمع البشري برمته .
هذا وقد اشتمل الكتاب على خمسة ابواب, فالباب الاول ناقشنا من خلاله نشاءة الليبرالية الكلاسيكية, وفي الباب الثاني تحدثنا عن الليبرالية النيوكلاسيكية, بينما الباب الثالث تحثنا عن الليبرالية العربية الجديدة, وفي الباب الرابع استعرضنا الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية, وتطرقنا إلى أزمة الاقتصاد الأمريكي الذي هو عنوان أزمة الليبرالية المتوحشة, فيما تطرقنا في الباب الخامس إلى موقف الدين من الرأسمالية من جهة, ومقاومتها من ناحية أخرى, وقدقدمنا اسهامات فكرية لعدد من رجالات الفكر الإسلامي والمسيحي, ثم استعرضنا الخطاب الإسلامي وموقفه من الرأسمالية, ثم اختتمنا الكتاب على شكل برنامج عمل نضالي لمقاومة الليبرالية الجديدة, آملا إن يكون هذا الكتاب كجهد ثقافي لمقاومة خطر الليبرالية المتوحشة, وخاصة ونحن في الاردن ادمتنا جراحات الليبرالية المتوحشة, واكتشفنا إن نتائجها كانت مدمرة وفاشلة بل يمكننا القول انها لم تتجاوز الظاهرة الصوتية, وان نتائجها المأساوية على الاقتصاد الوطني لمسها القاصي والداني, والادهى إن التيار الليبرالي ما زال يقود مسيرة الاقتصاد الوطني الاردني وما زال يهيمن على الحياة الاجتماعيةوالسياسية, والايام اثبتت إن المسيرة الاقتصادية تراجعت إلى مرحلةما قبل عام 1988 أي قبل اشتعال انتفاضة نيسان المجيدة, ولذلك فان الدولة الاردنية مضطرة في هذا المنعطف إن تعلن انتفاضة بيضاء لتطهير اجهزة الدولة ومؤسساتها من رجس الليبرالية والليبراليين حتى نتمكن من التعاطي مع المشهدين الاقتصادي والاجتماعي الاردني للخروج من انياب الليبرالية المتوحشة وانقاذ ملايين الفقراء وانقاذ الدولة واعادتها إلى القها من اجل المحافظة على مسيرة بلدنا قبل فوات الاوان, والحل لن يكون إلا بالعودة إلى الخيار الكنزي أي العودة إلى عقل الدولة الوطنية, والا فاننا مقبلون على كمشهد دامي اما الدولة الديمقراطية الوطنية واما الانفلات والفوضى والدمار .
المؤلف : بسام المشاقبه