أنت هنا

قراءة كتاب أنسام وعواصف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أنسام وعواصف

أنسام وعواصف

"أنسام وعواصف"؛ كِتاب فًريد يَجمَعُ بَينَ الشِّعرِ وَالنَّثرِ، بَينَ الأَدَبِ وَالفِكرِ، وَبَينَ التَّماثُلِ وَالتَّقابُلِ.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 4
نُجُومُ اللّيْلَ كَلَّلَهَا السَّوَادُ = وَأَحْنَى البَدْرُ فَالدُّنْيَا حِدَادُ
 
وَرَاحَ يَنُوحُ مُلتاعًا حَزينًا = حَمَامُ الدّوحِ كَبَّلهُ الصِفادُ
 
فَلا سَلوَى وَعيشُكَ لاحتِضَارٍ = وَلا الزَّفراتُ هَدهَدهَا الرَّشادُ
 
**إذا فَقَدَتِ المَشاعِرُ زِمامَ السَّيطَرَةِ عَلَيها، أَصبَحَت قُزَحِيَّةَ الأَلوانِ، ضَبابِيَّةَ العُنوانِ.
 
آتِيكَ أَشْكُو مِنْكَ تَعْسًا لِلْهَوَى = مَا لِي بِغَيرِكَ مِنْكَ -وَيْحِي- مُنْتَصَفْ
 
**يَحسَبُ الغائِصُ في بِحارِ الشَّهَواتِ أَنَّهُ سَيَجِدُ لُؤلُؤَةَ الكَنزِ ذاتَ غَطسَةٍ، فَيَجِدُ نَفسَهُ في طَميِ النَّزَواتِ ذاتَ هَفوَةٍ.
 
إلى اللَذَّاتِ نَنْدَفِعُ انْحِدَارًا = حُفَاةُ الجَمْعِ أسْبَقُ وَالعُرَاةُ
 
وَلا وَدْقٌ ، وَدَقَّ العُنُقَ رِقٌّ = لِسَاعَةِ لَذَّةٍ وَالمُغْرِيَاتُ
 
كَمَاءِ السَّيْلِ نَنْبَعِثُ انْفِلاتًا = فَلا سَدٌّ يَزُمُّ وَلا قَنَاةُ
 
**قَد يَهيمُ المَرءُ صَيفًا في طُرُقِ مُدُنِ عِشقِهِ مُتَباهِيًا بِتِبرِ أَحلامِهِ... لِيَجِدَ نَفسَهُ شِتاءً داخِلَ كوخٍ يُساقِطُ عَلَيهِ تِبنَ آمالِهِ، وَطينَ خَيباتِهِ.
 
عَبَثُ الَمشاعِرِ بالقُلوبِ يُذيبُها = والأُقْحُوانُ يَسيلُ فَوْقَ المَبْسِمِ
 
وَعَلى فُؤادٍ عاشِقٍ يَخْطو الهَوَى = نَشْوانَ يَحْمِلُهُ لأَعْلى الأَنْجُمِ
 
وَيَبثُّهُ الأَحْلامَ تَتْرى كُلَّمَا = خَطَرَ الحَبيبُ لَهُ اسْتَكانَ لمَزْعَمِ
 
** يُزَيِّنُ السّابِحُ في بِحارِ (العِشقِ) قارِبَ مَشاعِرِهِ بِأضواءِ النَّجدَةِ لِقُلوبٍ أَقعَدَتها الحَسرَةُ في عَتمِ تَجويفِ الضُّلوعِ طويلًا.. وَحينَ تُمسي في قارِبِهِ، يَثقُبُ القارِبَ في عُرضِ البَحرِ وَيَقفِزُ لِيُجَدِّدَ السِّباحَةَ وَيَغوصَ عميقًا.
 
ثمَلَتْ عَلى بابِ التَراشُقِ أحْرُفِي = وَوَقَفْتُ فِي عَتَبَاتِ غَدْرِكَ حَائِرَةْ
 
أَسْتَنْطِقُ الصَّمْتَ الخَؤُونَ بِخَافِقِي = أَأَنا أَنَا ؟ فَعَلامَ أُذْعِنُ صَاغِرَةْ؟
 
وَعَلامَ يَسْتَعِرُ الحَرِيقُ بِأَضْلُعِي = وَالخِنْجَرُ المَسْمُومُ طَيّ الخَاصِرَةْ
 
**يَملأُ تَسَوُّلُ المالِ الجَيبَ نُقودًا، لكنَّ تَسَوُّلَ العَواطَفِ يُفيضُ القَلبَ قَهرًا.
 
أرُدُّ بِالملْحِ نَزْفَ الجُرْحِ يَغْمُرُنِي= وَأنْتَ تَقْلِبُ لِي فِي الصُّبْحِ ظَهْرَ مِجَنْ
 
وَيَكمُنُ الجَمْرُ فِي نَبْضِي لِيُشْعِلَنِي = شَمْعًا عَلى حدِّ جفنٍ يَعْتَرِيهِ وَسَنْ
 
**عَجِبتُ مِمَّن تَفتَحُ لَهُ الحَياةُ جَناحَين لِيُحَلِّقَ في سَمائِها، فَيَختارُ لِنَفسِهِ البَقاءَ مُلتَصِقًا بِطينِها.
 
وَدِّعْ بِدَمْعِكَ مَنْ أَدَمّْ = وَدَعِ التَّوَعُّكَ وَالنَّدَمْ
 
وَاصْلبْ عَلَى خُشُبِ النَّوَى = حُبًا تَعَمَّدَ بالنِّقَمْ
 
يَكْفِيكَ مَا نَزَفَ الضَّمِيرُ = أَسًى وَمَا سَطَرَ القَلَمْ
 
**الصَّراحَةُ صُنبورٌ مُتَدَفِّقٌ مِنَ الفِكرِ وَالشُّعورِ، دونَ تَحَكُّمٍ بِهِ.
 
عَقْلُ الكَلَامِ بِحِكْمَةٍ وَتَدَبِّرٍ = طَبْعُ الحَكِيمِ يُحِلُّهُ عِلْمًا وَفَنْ
 
فَاعْقِلْ وَلَا تَجْرَحْ بِزَعْمِ صَرَاحَةٍ = وَانْظُرْ لِما يُزْكِي التَّهَوُّرُ مِنْ فِتَنْ

الصفحات