"أنسام وعواصف"؛ كِتاب فًريد يَجمَعُ بَينَ الشِّعرِ وَالنَّثرِ، بَينَ الأَدَبِ وَالفِكرِ، وَبَينَ التَّماثُلِ وَالتَّقابُلِ.
أنت هنا
قراءة كتاب أنسام وعواصف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
**تَعصِفُ رِياحُ الحُزنِ بِشَجَرَةِ فَرَحِ النَّفسِ، فَتَهتَزُّ أَغصانُها وَتُغادِرُها الطُّيورُ.
بالصّمتِ جُرْحَ القَلْبِ يَغْدُو قَاتِلًا=إِنْ عَافَ صَدْرًا ضَمَّهُ، وَسَيَظْلِمُ
وَيَعِفُّ عَنْ مَاءِ الحَيَاةِ، تَخَالُهُ=مَيْتًا وَلا رَمْسٌ يَضُمُّ فَيُكْرِمُ
**حينَ يُبذَرُ قَمحُ الخَيرِ في حُقولِ المحَبَّةِ، فَإنَّهُ يُحصَدُ سَنابِلَ تُجمَعُ عَلى بَيادِرِ الْقَولِ وَالعَمَلِ وُدًّا وَإِخْلاصًا . أَمّا عِندما يُبذَرُ في حُقولِ الكُرهِ، فَإِنّ الحَصادَ سَيكونُ زيوانَ (زُؤانَ) الحِقدِ، وَشَوكَ الأَذى، وَحسَكَ الشَّرِّ.
قَدْ حِرْتُ مِنِّي وَإنِّي الْشِّعْرُ ملْكُ يَدِي = سَاقَ الْحُرُوفَ يَرَاعِي ثُمَّ غَرْبَلَهَا
كُنَّا نَبُثُّ الْمُنَى لِلْكَوْنِ مِنْ دَمِنَا = لِجَنَّةٍ زَنْبَقُ الْأَحْلَامِ جَملَّهَا
أُعَالِجُ الْيَوْمَ حَرْفًا لَا يُطَاوِعُنِي= وَعَيْنُ نُطْقِي أَرَى الْكِتْمَانَ جَلَّلَهَا
أَتُوقُ لِلْقَوْلِ لَكِنْ لَيْسَ يُسْعِفُنِي = فَسَائِلِي فِي الْجَمَالِ الْحِقْدُ أَذْبَلَهَا
**نَتَوَقّفُ طَويلًا بِانتِظارِ الآتي.. نُدرِكُ هذا وَنَستَمِرُّ في تَعليقِ الأَمَلِ عَلى مَشاجِبِ التّحقيقِ، بَينَما تَنهَشُ دَواخِلَنا الآلامُ، وَكَثرَةُ التَّقريعِ.
عَلَى دَرْبِ السُّكُونِ ظِلالُ نُورٍ = تَلُوحُ فَتُوقِفُ العَدْوَ الجِيادُ
ويَبكِي دَمْعَهُ الغَيْمُ انْهِمارًا= وَيَخْنُقُ جَذْوَةَ الأمَلِ الرَّمادُ
**ِثِقْ بِصَديقِكَ كَما تُريدُ، لكِن لا تَجعَل ياءَ الكَلمَةِ تَسقُطُ؛ لئلّا تُصدَمَ في أَحَدِ الأَيّامِ.
رَبطُ الدَّوَائِرِ يَا صَدِيقِي حِرْفةٌ = تَحْتَاجُ مُحْتَرِفًا بِهَا كَيْ تَنْجَعَا
وَمُهَنْدِسًا يَدْرِي بِأَسْرَارِ البِنَا = كَيْ يَرْأَبَ الأُطُرَ التِّي قَدْ صَدَّعَا
فَانْظُرْ لِمَنْ مَزَقَ التَّقَاطُعَ عَلَّهُ = يَدْرِي بِمَا اقْتَرَفَتْ يَدَاهُ وَمَزَّعَا
إن بَقِيَ السِّرُّ حَبيسَ حُجُراتِ قَلْبِكَ، وَلَم تشرَعْ لَهُ النّافِذَةَ، فَإِنَّ السَّريرةَ تَأسِرُ عَنِ السُّرورِ.
حِسٌّ سَبَى قَلْبِي وَمَا أَبْقَى لِي = مِنْ خَافِقِي إِلَا حَزِينَ مَقَالِي
مَا كَانَ مِنْ وَجْدٍ يُزَلْزِلُنِي وَلَا = هَمٍّ يُؤَرِّقُ بِالصَّبَابَةِ بَالِي
لَكِنَّ سرَّ القَلْبِ كَبَّلَنِي بِمَا = أَسَرَ السُرُورَ وَسَاقَنِي لِوَبَالِي
**أَحيانًا، نَبحَثُ عَنِ الفَرَحِ فَنَجِدُهُ قَدِ اعتَمَرَ كوفِيَّةَ الحُزنِ، وانزَوى لا يُبارِحُ مَكانَهُ. نُحاوِلُ إِخراجَهُ مِن عِقالِ حُزنِهِ، فَيُثقِلُ عَلَينا بِوَحلِ دُموعِهِ وَعِظَمِ بَلواهُ.
أَمَا ضَاقَ يَا رُوحُ الفَضَاءُ بِمَا نَرَى!= فَأَيّ تَهَاوِيمٍ ! وَفِيمَ التَّعَلُّلُ؟
وَبِالعُزَّلِ التَنْكِيلُ أَمْسَى سَجِيَّةً = وَبِالجِهْلِ ضَيْمُ الأَهْلِ لِلنَيْلِ يُبْذَلُ
وَغَاغَةِ حَيّ طَوْعُ عَيِّ غَوِيِّهِمْ = خُطُومَ جَهَالاتٍ تُلَوَّى وَتُرْسَلُ
**حينَ تَغرِسُ الوَحدَةُ أَنيابَها في الأَجسادِ، تَضطَرُّ لِلوُقوفِ عَلى عَتَباتِ الآخَرينَ مُستَنجِدَةً. بَعدَ حينٍ، يَكتَشِفُ أَصحابُها أَنَّهم قد افتُرِسُوا، وَلا مِن مُنجِدٍ.
عَلَى رَمْسِ أَفْرَاحِي اغْتِرَابٌ يَلُوكُنِي = وَفِي وحدَتِي أَشْكُو الزَّمَانَ وَدَائِيَا
وَدُنْيَا تَبَاكَى لِي وَلِي عِنْدَهَا مُنَى = وَتَبْرُعُ فِي صَوْغِ المَنَايَا أَمَانِيَا