أنت هنا

قراءة كتاب البيضة السوداء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البيضة السوداء

البيضة السوداء

من الرواية:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
وضعتهـا فـي الجيب الداخلي لمعطفي وعـدت أدراجي مرة أخرى إلى مكـان جلوسي، حـين جلسـت في مكـاني شعـرت براحة هـائلة، وهـدأت نفسـي، قـررت في لحظتها أن أعيش أجواء حفلـة صديقتي ذات البيض...!
 
أين أضعها الآن، علي أن أجـد مكـاناً فـي غـرفتي لا تصـل إليـه أيّ يـد غيـري، أحتاجها الآن أكثر مـن أي وقـت مضـى، حقيقة أحتـاجها..! لا أعـرف السـبب الحقيقي لتلـك الحاجة، كـم بك من الذكـريات والهمـوم، أين أخفيها..؟ هنـاك صنـدوق مخصص للأوراق والوثائق الهامة أسفل السـرير، سـوف أضعها به فهو من المحذورات في غرفتي، ولا يلمسـه أحـد سواي، بالـرغم أنّنـي أعيـش وحيداً، ولكـني ألجـأ في بعض الأحيان إلى تأجير الغرفة واستضـافة أحدهم بغـرض التغلب على مصاعبي الماليـة، لذلك لا يخلو الأمـر من وجود بعض المتطفلين فـي محيطي الذين قد يعبثـون بقصـد أو بغير قصـد في محتويات غـرفتي، والتي من ضمنهـا الآن البيضـة السوداء.
 
تـابعت حيـاتي المغـرقة بالغـربة والاغتـراب فـي بلـد، قـد اختـرت أخيرا دفـن نفسـي به، بعيـدًا عـن كـل الأحداث وتطـوراتها فـي بلـدي، ولكـن ما حـدث كـان عكـس ذلك.. !
 
فقـد لاحقتنـي الأحداث والذكـريات كظلـي، كنت أحسّها كحمل ثقيـل على كتفـي، شيء مبهم يـرهقني بشكـل غـريب، لـذا كنـت أعود إلى غـرفتي، وأبـدأ باجتـرار الأحداث واحـدًا تلـو الآخـر، كـانت الصـور التـي أستعـيدها ضبـابية وغيـر واضحة، مـرهقـة مـن جـراء دورانـها فـي فلك ذكـرياتي.. !
 
حتـى حصلـت علـى البيضة السـوداء، فهـي ما ركـز الصـور وأزال الضبابية عنهـا، وباتت واضحـة وضـوح الشمـس، تنطق أمام ناظري، حين كنـت أريد استـرجاع ذكـرى حـدث مـا، فقـط أخـرج البيضـة السـوداء مـن الصندوق، فيكون فعلهـا غـريباً.. ! فعـل السحـر.
 
لا أدري الآن هـل كنت أبحث فـي حيـاتي عـن رمـز مفقـود، حـتى أتعمـشق بـه هكـذا..؟ وذلـك بـعد أن فقـدت الثقـة بكـل ما حـولي !! هـل بمحض الصـدفة قد اختـرت هـذه البيضة السـوداء لتكـون محـج أفكـار الهائمة، لـم ألجأ إلى وجـود رمز فـي حياتي منذ أيام الطفـولة والشباب أيضاً.
 
بـاتت هـذه الكتلـة السـوداء المسمطـة مفتـاح الأحـداث حـولي، فـي الماضـي والحـاضر.. !! غـريب فقـد حـدث أن لجـأت إلـيها حـين كنـت أحتـار فـي مسـألة تـواجهني فـي الحـاضر، كنـت أخـرجها وأنظـر إليهـا لعـدة دقـائق فتسعفنـي بالحلـول المنـاسبة، لكـي أتخـذ قـراراتي.
 
أصبحت بالنسبـة لـي كالهـوس أتوجّه إليهـا فـي كـل شـيْء، وقـد حصـل وأن بـدأت بعـد ذلـك فـي بنـاء معبـدٍ صغيـرٍ لهـا، وقـد وجدت بيت العصافير فـي أحـد أسواق البضائع المستعملة في المدينة التي أعيش بها، كـان مصنـوعاً مـن الخشـب، بحيـث أستطيع أنْ أضعهـا بـه فـي أمان وأن أعلقهـا علـى جـدار غرفتي، تقبـع بـه البيضـة السوداء فـي كبـرياء.
 
ولـكن مـا حـدث بعـد ذلـك أرعبنـي حـد المـوت، ففـي إحدى الليـالي بعـد عـدة أشهر مـن حصـولي عـلى البيضـة السـوداء، أفقـت علـى كـابوس رهيب، نفضنـي مـن فـراشي وكـانت ضـربات قلبـي مـن القـوة بحـيث إنّنـي أحسست أنّ الغـرفة وجـدرانها كذلك تضـج بنبض قلبـي، كـان حلقـي كذلك به مـرارة هـائلة غـريبة ويكـاد سقف حلقـي يلتصـق بلساني، هرولت لحظتهـا مـسرعاً إلى المطبخ وبـدأت بالتهـام الماء...!

الصفحات