أنت هنا

قراءة كتاب الحاسة صفر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحاسة صفر

الحاسة صفر

"الحاسة صفر" يتناول فيها تجربة خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي صيف عام1982 وما تلاها من تشتت المقاتلين الفلسطينيين في منافي الدول العربية وانهيار خيار الكفاح المسلح من أجل استرداد فلسطين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
ظللت طوال عمري أشعر بالرَّهبة حين أرى صورة الفدائيِّ بالكاكي، وحذاء الكتَّان الأخضر ذي العنق الطَّويل.
 
رحلت بعيداً وأنا أمرِّر كفِّي على التَّفاصيل الدَّقيقة التي لم أكن أعرف عنها الكثير آنذاك....تفاصيل الحديد...
 
* * *
 
لا دخانَ لاحتراق الماء، لا رماد يخلِّفه الزَّمن، والحقيقةُ هي أن تتقنَ الموتَ بالفطرة مثلما تتقن الحياة، وأن تتجاوز الخطَّ الفاصل بين الجسد والضَّوء.
 
عطشى والبحر ينهض من جحيم التِّيه جسراً في الضَّباب.
 
- "أضواء حيفا....ربَّما..." قال الدَّليل...." وربَّما أضواء صور...."
 
تحسَّستُ الفوَّهة الباردة في الظَّلام وشددت البندقيَّة إلى صدري فأحسست بدفءٍ غريب، وتساءلت: ماذا لو عادت الزَّوارق الآن؟....
 
تذكَّرتُ ليلى التي تركتها ورائي للموت، وسامياً، وخلود، وأُمِّي، وحليماً، وعيسى، تذكَّرت نضالاً، وميشيل، والجميع، والزَّورق الَّذي انفجر بالأمس فوق الماء وتشظَّى، والرِّفاق الَّذين تطايروا في الهواء.
 
دوَّامة القلق، والدَّليل الضَّائع يدور في ذات المكان، والبوصلة معطَّلة، وليس ثمَّة إلا القلب بوصلة ودليلاً.
 
* * *
 
أمسك وحيد بكفِّي اليسرى الَّتي تسند البندقيَّة من الأمام، كان يقف خلفي تماما وأنفاسه تلفح عنقي، فتزيدني لهيباً فوق الَّلهيب، همس في أذني:
 
- شهيق سريع، احبس أنفاسك لثانية واحدة فقط، واضغط الزِّناد
 
سدَّدت وأخطأت....
 
- إن حبست أنفاسك طويلاً ضاع الهدف منك
 
سدَّدت وأخطأت....

الصفحات