في هذه الرواية التي تحلم بالتغيير في وطننا العربي، قسم يحمل عنوان "زمن الغضب والثورة" أسترجع من خلاله زمن السبعينيات... زمن الحلم بالثورة والتغيير الجذري من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على كل أشكال القهر والاستبداد.
أنت هنا
قراءة كتاب الناجون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الناجون
الصفحة رقم: 7
انتفض قلبه وهو يسمع كلمة "السبعينيات". أحس بضجيج غريب يملأ مسامعه وكأن قافلة حطت رحالها فجأة، في صحراء قاحلة لم يكن يستوطنها غير الصمت الرهيب. همس وكأنه يخاطب نفسه:
- الظاهر أن علي أن أومن بالقدر!
- لماذا؟
- تلك حكاية أخرى!
- الظاهر أنك مليء بالحكايات! قالت وقد أطلت ابتسامة من خلف تلك الغيمة التي كانت تغطي ملامحها.
- ومن منا -نحن البشر- ليس ممتلئا بالحكايات؟ انظري إلى هؤلاء الناس الذين يغص بهم المقهى... إنهم جميعا ممتلئون بحكايات لا يشبه مطلقا، بعضها البعض. وحكاياتهم لا تقل أهمية ولا غرابة ولا جاذبية عن الحكايات التي تزخر بها أروع الروايات. الفرق بين هؤلاء الناس وبين الروائيين يكمن فقط، في القدرة على الكتابة والرغبة في التحرر من أثقالهم، أو لنقل من موتاهم؟
- موتاهم؟ ماذا تقصد؟
- كلما تأملت الناس الذين يمرون أمامي، تخيلت مقابر بدواخلهم. لذا، يحلو لي أن أسمي الناس: "المقابر المتحركة".
- يا له من تشبيه غريب!
- أليس الأمر حقيقة؟ ألا تحملين مقبرة بداخلك؟ ولكن، أخبريني، عن أية شوكة من أشواك السبعينيات تتحدثين؟
- هل أنت من نفس الجيل؟
- نعم، للأسف!
- ولماذا الأسف؟
- ....