أنت هنا

قراءة كتاب الناجون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الناجون

الناجون

في هذه الرواية التي تحلم بالتغيير في وطننا العربي، قسم يحمل عنوان "زمن الغضب والثورة" أسترجع من خلاله زمن السبعينيات... زمن الحلم بالثورة والتغيير الجذري من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على كل أشكال القهر والاستبداد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
- تلك حكاية طويلة!
 
- آسفة إن كان سؤالي محرجا.
 
- لا عليك! السؤال طبيعي ولا إحراج فيه. ما رأيك، في تناول فنجان قهوة في مقهى الحديقة؟
 
- لا مانع عندي. أنا فعلا، في حاجة ماسة إلى فنجان قهوة. أحس بصداع في رأسي!
 
نهضا معا، وسارا بخطوات وئيدة. لم ينبس أحد منهما بكلمة. كانت ملامحهما توحي بالجدية، ونظراتهما مشدودة إلى الأمام. لا يسمع غير وقع أقدامهما على الممرات محدثة خشخشة موسيقية تدغدغ المسامع. كان وهو يسير بجانبها، يستغرب حاله. ليس من عادته أن يدعو امرأة مجهولة، لتناول فنجان قهوة، أو أي مشروب آخر. فكيف إذا كانت تلك المرأة مغربية؟ ألم يكن حتى في تعاملاته التجارية، يتجنب القسم العربي من العالم، ولا يتجه إلا إلى بلدان أوروبا وأمريكا وآسيا؟ ألم يكن قد آل على نفسه أن يهرب من كل ما يذكره بالماضي وبالجذور؟ فلماذا يخل بهذا الاتفاق الذي أبرمه مع نفسه منذ زمن طويل؟
 
كمن استشعر خطرا قادما، خاطب نفسه قائلا: "ما هذه اللوثة التي أصابتك؟ عد إلى رشدك! لا يزال الوقت أمامك! اختلق أي عذر، وانج بنفسك! " غير أن قدميه ظلتا تسيران في اتجاه المقهى بكل ثبات، متحدية هواجسه الداخلية.
 
في شرفة المقهى، جلسا متجاورين، موليين وجهيهما صوب الحديقة الممتدة أمامهما. فتح علبة السجائر، ضغط على قاعها قليلا، إلى أن أطلت سيجارة برأسها، فمد العلبة صوب المرأة. أخذت السيجارة، فأسرع يشعلها لها، قبل أن يضع أخرى بين شفتيه. سحبت المرأة نفسا عميقا، ثم تنهدت وهي تقول:
 
- منذ مدة، وأنا أحاول التوقف عن التدخين، لكني كلما ظننت أنني تجاوزت خط الرجعة، وجدتني أعود إليه!
 
- هذا ما يعانيه كل المدخنين عندما يريدون الإقلاع عن التدخين.
 
- هل حاولت، أنت أيضا؟
 
- مرارا! لكن بدون جدوى! ذات مرة، توقفت عن التدخين ثلاثة أشهر. لكني عدت إليه!
 
- لعنة الله على المشاكل التي لا تنتهي! ما إن أنسى السيجارة بضعة أيام، حتى أرى أو أسمع ما يستفزني، فلا أجد غيرها يطفئ غضبي ويمتص ألمي!

الصفحات