رواية "الطريق إلى غوانتنامو" تتلمس طريق الحرب الوعرة، وتسعى إلى التعبير عن مصائر شخصياتها التي انسحقت في أتون حرب عاصفة، وهي بشكل من الأشكال، صرخة في وجه الواقع العربي، بمزيج من التوثيق والخيال.
أنت هنا
قراءة كتاب الطريق إلى غوانتنامو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
أهلي الأحبة: منذ كنت صغيرا وقد علمتموني تلك القصة التي لا تفارقني عن النبي محمد وصاحبه أبي بكر والتي اختزلها الله عز وجل في كتابه العزيز في الآية التالية:
(( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ))
لم أشعر بحياتي كلها وطيلة الواحد والعشرين عاما الماضية بهذا الشعور العذب، أن يكون الله معك في كل حركاتك وأفكارك أن تشعر به يدعمك ويشد من أزرك.
على كل حال، وأيا كانت أحوالنا لا تقلقوا أبدا، فأنا بخير وصحتي جيدة الحمد لله، ابنكم.
والدي الحبيب،
إليك وحدك خطابي هذا راجيا من الله أن تكون بتمام الصحة والعافية، لقد علمتني الرجولة وزرعت فيّ المروءة، وكيف يكون الرجال في المواقف، وها أنا ذا أجسد كل ما تعلمته محاولاً أن أتقمص ما أنت عليه حد الاندماج معك.
كل يوم يمر هنا عليّ لا أعرف كيف يمضي فالساعات تمر ثقيلة جدا، والدقائق ثابتة جامدة لا يحركها المكان ولا الزمان.
ثق تماما يا أبي أني كما عهدتني صابراً محتسباً كل ما جرى، وكل ما كان، وما سيكون، هو من أمر الله الذي لا مفر منه.
واعلم أنني بخير وبصحة جيدة والحمد لله.
ابنك المحبّ
أمي الغالية،
لقد وصلتني رسالتك المؤرخة في العاشر من شهر تشرين الأول لعام 2003، وقد فرحت بها كثيرا وسعدت أكثر عندما علمت أنك بخير وإخوتي بخير.
أخباري عادية جدا فلا جديد هنا بتاتا سوى ضوء الشمس نهارا وأشعة x ليلا.
نأكل مما يقدمونه لنا ونشرب ما يتبقى من مياههم، ونعيش على أملٍ في الوجود، وكل يوم نبحث فيه عن إشعار بالحياة ليوم جديد.
أصلي الأوقات الخمسة أدعو الله ليلا ونهارا، صحيح أن نفوس الناس هنا ليست متفاهمة إلى حد بعيد فاختلافات الفكر والثقافة وطريقة التعامل مع الآخرين تجعلك تبحث عن ذاتك في تلك الفوضى، إلا أنني متماسك بالتواصل الروحاني بالله الرحمن.